رغم التحذيرات المتكررة ومع كل منخفض جوي يمرّ على المنطقة، تغرق مدينة البترا الأثرية تحت السيول، فيما بقي الجواب الرسمي جاهزًا لرئيس موفض سلطة اقليم البترا فارس بريزات: ضعف البنية التحتية، دون أي حلول فعلية أو مقترحات قابلة للتطبيق على أرض الواقع.
وأظهرت المقاطع المصوّرة مركبات عالقة داخل السيول، بينما واصلت الجهات المختصة مساء أمس جهودها لفتح الطرق وتأمين حركة السير. في المقابل، اكتفت سلطة إقليم البترا بإخلاء الموقع الأثري من الزوار والتعامل مع الوضع الآني فقط، دون أن تُطرح أي معالجة جذرية تضمن عدم تكرار المشهد مع كل منخفض.
ومع أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها البترا مساء السبت شكّلت سيولًا جارفة في الأودية وأربكت حركة المركبات، إلا أن التساؤلات تتجدد حول خطط البنية التحتية، خصوصًا في ظل غياب مشاريع حقيقية تعالج الخلل المستمر منذ سنوات.
وما هي أولويات إدارة سلطة الإقليم، بما أن أبرز ما تمّ الترويج له خلال الفترة الماضية هو جولة "شرب القيصوم” مع السفير الأمريكي—والتي قُدّمت كإنجاز—بينما ما تزال المدينة الأثرية تواجه كل عام المشهد ذاته سيول، وإغلاق، وتحذيرات، بلا حلول.
أن مدينة بحجم البترا، وقيمتها التاريخية والسياحية، تحتاج خططًا واقعية واستباقية، وليس الاكتفاء بردود جاهزة تتكرر مع كل منخفض، خاصة أن حماية الموقع الأثري والزوار والمجتمع المحلي تتطلب إدارة أكثر فاعلية وقدرة على التخطيط.