اخبار البلد – عمر شاهين - بعد مرور عام على بداية الربيع العربي، عندما حرق البوعزيزي نفسه، لتتحرر تونس،وبعدها مصر العروبة، وتتسارع الأحداث وتتسخ الحرية، فتحرق ألاف الأجساد في سوريا وليبيا،واليمن، وتعم فوضى الشعوب والأنظمة، وتكثر الأجواء الخماسينية، ويملا الغبار أبصارنا، ويختلط الشارع السياسي، وينطلق الرويبضة إلى الصف الأول، تجلت الساحة العربية والمحلية. وحان الوقت لأصحاب التاريخ السياسي أن يتحركوا للصف الأول الحقيقي.
ففي السابع من كانون الثاني 2012 سوف تقدم ورقة إصلاحية، معمقة جدا وشاملة ومختصرة، تخرج من صمت الزرقاء،وصدى مواطنها، وعمالها، وجياعها. تحمل رؤية حزب الجبهة الأردنية الموحدة، وتختلف عن بيانات الإصلاح السابقة، بأنها، نابعة من قراءة يومية، للعام الماضي من الحراك ورؤية الحزب في دراسة مرحلة العقد الأخير، بعد أن ترك الحزب للشارع حرية التعبير وكان المستمع والقارئ لنبض الشارع ومراقبة تحركات الحكومة، وهذا كان يعرض ويراقب من خبراء الحزب الذي يعتبر اغلبهم من أصحاب الخبرة والتجريب في وظائف الدولة والعمل الحزبي والنقابي، وانتظروا عاما لصناعة مقاييس مترابطة ترسم من شرفة الوطن المطلة على الشارع الأردني لصناعة تفاهم عقلاني، ينهي إشكالية تسارع الشارع،واستيعاب غضب المواطن المتراكم من سنوات الضنك، وبطئ الحكومة الإصلاحي. وسيكون المكان مساء السبت صالة الرويال
وفي الأردن كان حزب الجبهة الأردنية الموحدة يتابع بعينه الشمال ما يدور في الوطن العربي و في اليمين يراقب الحراك والمسيرات، يوما بيوم وساعة في ساعة، من الشارع حتى الصالونات السياسية، مرورا بوسائل الاتصال الإعلامي، والاجتماعي، في الانترنت وحتى اتصالات ومحاضرات البرامج الفضائية، وتوزع هذا بين الكوادر والقيادات .
ويفتخر حزب الجبهة بأنه لم يصاب بدهشة الربيع العربي، فقد كان يحذر من نظرية الدونمو التي تقول بان هناك تسلسل في السقوط، سوف يصيب دول عربية للانهيار الداخلي الذي بات واضحا،في السنوات الأخيرة. وكان الأمين العام وزير العمل السابق امجد المجالي، يحذر بشدة عبر محاضراته، وبيانات الحزب من انزياح الخصخصة الأردنية، والخلل في إجراءاتها، وصعود صبية الاقتصاد إلى دفة القرار،وثبت ابنهم لم يكونوا أكثر من سماسرة، وطالب بعدم تفريغ الشارع السياسي،بالمنع والعزل، والحجر، وشارك الحزب في حكومات عديدة حيث قدموا نموذجا من المسؤولين المالكين للخلفيات الحزبية، والبرنامج السياسي الاقتصادي، المدعم برؤية موسعة عن الساحة السياسية الأردنية وقدرة الثروة والأدوات للوطن والمواطن وتسخيرها في صناعة مستقبل اقتصادي يغني الوطن عن الاعتماد على رفع الضرائب أو الديون الزائدة.
لذا يرى اليوم رئيس حزب الجبهة الأردنية الموحدة عماد المومني في حديث خاص مع كاتب السطور عبر الهاتف بان الرؤية أصبحت واضحة ، وحصرنا المطالب الشعبية، والممكن تحقيقه للإصلاح الأردني، ودرسنا بعمق جميع التحركات الإصلاحية، في المحافظات، على مدار الأسابيع بداية من ذيبان إلى الجمعة الأخيرة، وتابعنا ما يدور في الخفاء لما يحاك لاستغلال الحركات أو محاولات التخريب عليها، ورصدنا معظم البيانات السياسية ونالت تحليلا شبه يومي، وتمكنا من متابعة حكومات الرفاعي، والبخيت، والخصاونة، ومناقشات مجلس النواب، وذلك عبر فريق متشابك، فليس المهم اليوم طرح المطالبات الإصلاحية، أو قدرة تحشيد الشارع بمقابل البدء بنسج إصلاح حقيقي واقعي يلمس المواطن بدايته، ونعيد للوطن هدوءه ونحفظ به مستقبل اقتصادي،للمواطن والوطن، نتحدى به المصاعب المرهقة التي تخنقنا من الدين العام، وعجز الموازنة، وتتضاءل قدرة الصرف لدى المواطن.حيث لم يعد يكفي دخله الشهري اقل حدود مصاريفه.
وأضاف المومني أن الفترة أصبحت ساخنة جدا وان الإصلاح نضج كرؤية ولكن التسارع في المطالب من قبل المعارضة،و تحصيلنا للحدث المتراكم بعد عام، يحتاج لصناعة ترسانة إصلاحية تبدأ منذ العام القادم، تضع جسور الالتقاء ، ليس المهم من يصنعها ولكن سلامة عبور الدولة والمواطن وصلا إلى بوابة أبداية.
ويجد المومني أن جلالة الملك يعطى صورة نموذجية سيحفظها التاريخ، على مدى استشعاره لحاجة الوطن، والمواطن، وسعيه الدءوب لتدعيم الاقتصاد الأردني بالدعم الخارجي، الأشقاء العربي والدول الغربية، وفسح الشارع ليحتضن، صوت المواطن الأردني العادي والحزبي، وتحمل الصدامات التلقائية التي من الطبيعي أن تحدث في هذه الفترة الصعبة، وطالما أن القائد يقود الإصلاح فيجب أن نكون عونه ، وسنده ، مصرين على وحدة الصف، وسد الثغور أمام المتسللين لمتانة الصف الأردني، المصابين بوباء الفرقة، وهوس الضعف.