محرر الشؤون المحلية - في الوقت الذي لم تُشفَ فيه ذاكرة عمّان بعد من مشاهد الغرق والشلل المروري التي ضربت المدينة قبل أسبوع فقط، جاء الإعلان عن تكريم رئيس لجنة أمانة عمّان الدكتور يوسف الشواربة كـ"أفضل رئيس بلدية في المدن العربية”، ليثير موجة واسعة من الجدل والتساؤلات بين المواطنين.
التكريم الذي أُعلن عنه يحمل عنوان "الإنجاز في الإدارة المحلية”، ويأتي ضمن فعالية عربية تُعنى بتقييم أداء البلديات في المنطقة. وبحسب المنظمين، يستند الاختيار إلى معايير تتعلق بالخدمات، والإدارة، واستجابة المدن للتحديات.
لكن المفارقة، كما يصفها كثيرون، أن العاصمة شهدت خلال المنخفض الأخير أحداثاً قاسية: شوارع تحولت إلى بحيرات، مركبات تعطلت وغرقت، انهيارات تسببت بإصابات وأضرار، وأحياء عاشت ساعات طويلة معزولة عن الحركة، وسط تساؤلات كبيرة حول البنية التحتية وجهوزية المدينة لأي طارئ.
المشهد المزدوج — تكريم في قاعة فخمة، وذاكرة قريبة لعمّان تحت الماء — فتح باباً واسعاً للانتقاد.
مواطنون يرون أن أي تقييم واقعي لعمل الإدارة المحلية يجب أن يُبنى على الأرض، لا على تقارير أو خطط، وأن ما جرى في المنخفض كان اختباراً كاشفاً لحجم الخلل الإداري والفني.
في المقابل، يرى آخرون أن التكريم لا يلغي ضرورة المحاسبة، بل يضع على أمانة عمّان مسؤولية مضاعفة لتقديم أجوبة واضحة حول أسباب ما حدث الأسبوع الماضي، وكيف ستُمنع تكراره.
ما بين التكريم وأسئلة الناس تقف عمّان اليوم عند مفترق: مدينة تستحق إدارة تليق بتاريخها وحجمها، ومواطن ينتظر خدمة آمنة لا تغرق مع أول منخفض.