بالرغم من مرور اكثر من عقدين من الزمن على
خروج دولة عبدالكريم الكباريتي من الحياة السياسية بعد ان كان رئيساً للحكومة ..
فالرجل رافض ومتقشف الى حد التصوف الى المناصب السياسية والحكومية والتي كانت تعرض
عليه بطريقة مباشرة او غير مباشرة حيث كان يستنسج رأيه ويأخذ به احياناً بالرغم من
ان البعض ينظر الى الكباريتي بأنه رجل غير سهل ولا يمكن طيه تحت الكتف لانه غير
محسوب على احد ولا يرضى ان ينحسب على احد .
الكباريتي ظاهرة بامتياز يعرف ماذا يريد واين
حدوده ويحفظ ابجاديات وادبيات السياسة باعتباره رضع السياسة منذ ان كان طالبا
جامعياً وحتى الاستقالة التاريخية.
قولنا ان الكباريتي رجل متصوف في البعد
السياسي والاعلامي فلم يعد يعنيه شيئا وهو لا يرد ان يحصل على شيء ، فنادرا او
قلما ان تجد هذا الرجل منغمساً بعمل سياسي او اعلامي او تصريح او ما شابه ولكن عندما يتحدث فهو يعلم ماذا يقول ومتى يقول
ولمن يقول فللرجل كاريزما جاذبة وملفتة تحمل في ثناياها وعي ومعرفة وادراك
ومفهومية يزن الكلام بميزان الذهب ويعرف ماذا يقول ومتى يقول ولمن يقول ولذلك فان
تصريحاته حتى لو كانت في جاهة عرس او حفل تأبين تجدها تأخذ طابعاً يتحول الى جدل
ورأي عام وعصف سياسي وفكري عند النخب وغير النخب ، فالكباريتي الذي يملاء وزنه
ويحمل تاريخ وفكر ويكفي انه صاحب كلمة وموقف وقناعة يدافع عنها ولم يكن يوماً او
في اي يوم "موظف كبير" او "شرشب خرج" فقد كان يملك ذاته
واحترامه ، فهو يملاء مقعده ويحترم تاريخيه ومستقبله وجريء في قول الحق ولا يخشى
احداً لانه يدافع عن قناعات يأمن بها .
تصريحات الكباريتي امام الهيئة العامة للبنك الاردني الكويتي وبالرغم
منم انها جاءت رداً على استفسارات وملاحظات لها علاقة بالبيانات المالية وارقامها
الا انها خرجت عن المألوف ليس لانها خارقة وحارقة بل لانها خرجت من شخص بوزن
عبدالكريم الكباريتي الذي دائما ما تكون تصريحاته شرارة وصاعقة ورسالة ودلالة ، فلو
قال اي شخص ما قاله الكباريتي لمر مرور الكرام والهواء العليل لكن ما قاله هو
الكباريتي الذي يبدو انه اراد ان يقول كلمته امام الجميع وليس في الغرف المغلقة
كما يفعل المشاغبون.. فالكباريتي فج البحصة وقرع جرس الانذار ودق الطبول وأثار
بلغة الشارع والنخب ان الوطن يعاني سياسياً واقتصادياً واستثمارياً وضريبياً على
كل اكثر من محاور نعم كتب الوصفة بعد ان شخص الداء وقال للعور انه أعور بلغة فهمها
الجميع ابن الشارع وابن الدوار الرابع ... هذا هو الكباريتي الذي يملك مخزون
واكتفاء ذاتي من الجرأة والفروسية والشجاعة المقرونة بالحكمة والمفهومية ولذلك فقد
تناولت كل وسائل الاعلام المحلية والعالمية همس الكباريتي الذي تفجر على شكل
تصريحات تسابق الجميع عليها بعكس الآخرين الذين ليس لهم اي حضور في ظل الغياب .