أخبار البلد - بسام البدارين
العارفون لسفيرنا في ليبيا فواز العيطان اعادة الله لنا ولعائلته ولوطنه سالما غانما وفرّج كربته يشهدون للرجل بالصبر والجرأة والرجولة والحرص على القيام بعمله من دون تكليف الخزينة ووزارة الخارجية المزيد من المخصصات للحراسة والمرافقين.
العيطان فيما يبدو تعرض للتحذير عدة مرات من احتمالات الخطف، لكنه آثر القيام بواجبه وتجاهل التحذيرات وأصر على أن ما سيحصل في كل الأحوال هو ما كتبه الله.
لذلك لم يوقف السفير الأسير عند المنفلتين قانونيا جولاته ولا زياراته الميدانية، وأصر على الحد الأدنى من المرافقات والحراسات حرصا على المصالح الأردنية، وتصرف دوما بجرأة ورجولة حتى وهو يحاول حماية سائقه المغربي من الاعتداء، وينجح في تهدئة المسلحين المدججين بالسلاح.
العيطان كان يخبر الليبيين كما فهمت من بعضهم أن الشعب الأردني شقيق للشعب الليبي، وأن الأردنيين يكنون كل مشاعر الاحترام والود تجاه الشعب الليبي الأصيل، ويتمنون لليبيا العودة الى الاستقرار والأمان والأمن والتمتع بالرخاء.
من الواضح أن مشاعر العيطان النبيلة العروبية تجاه الشعب الذي يخدم بين ظهرانيه لم تشفع له، وان الجهة الخاطفة لديها «هدف» في النهاية تحاول لفت النظر إليه ولا يوجد لدينا في الصحافة معلومات عن هذا الهدف، لكني شخصيا أشك في ان المؤسسات الرسمية مازالت مخفقة في تحديد تصور على الأقل عن هذا الهدف.
المهم أن العيطان على نحو او آخر كغيره من أبناء الأردن المخلصين يدفع من أمنه الشخصي وعلى حساب مشاعر عائلته ثمنا لشيء مجهول له علاقة بالتأكيد بموقف سياسي أو غير سياسي أردني.
مع استنكارنا الشديد لحادثة الخطف باعتباره إعتداء في غير محله على مواطن أردني يقوم بواجبه لخدمة الشعبين الليبي والأردني، وباعتباره في الواقع إعتداء على شعب كامل لا يحتفظ إلا بمشاعر الود والاحترام لشقيقه الليبي، يمكن القول ان حادثة الاختطاف تثبت مسألتين:
-اولا- وجود تقصير واضح في جهاز وزارة الخارجية الذي يزج أحيانا أولادنا السفراء في ساحات منفلتة أمنيا ومن دون خطط موازية للحراسة والتامين، حيث لا يوجد كما علمنا في الخارجية اي خبير معني بقصة التأمين والحراسة للدبلوماسيين الأردنيين في الخارج والاعتماد كليا على الدول المضيفة خلافا لكل السفارات الأجنبية التي تضع برامج للحماية والمرافقة خصوصا في الساحات التي يوجد فيها خطر.
ـــ ثانياـــ السياسات الباطنية أو «غير الشفافة» التي تحيط بعلاقاتنا أحيانا في بعض الدول يدفع ثمنها وتكلفتها المواطنون الأردنيون وقد عانينا سابقا في بيروت وكابول وعدة عواصم.