خاص - في مشهد لافت ومثير للجدل، شهدت انتخابات مادبا الأخيرة بروز اسم الدكتور محمد ركيبات "أبو ركبة"، الذي لمع نجمه بأسلوبه الانتخابي غير المألوف، وتخطت شهرته حدود الأردن ووصلت إلى وسائل الإعلام العالمية، حيث قام بذبح عشرات الإبل والجمال في مقره الانتخابي، مقدمًا "صاجيات" لجمهوره الغفير الذي وصل تعداده لعشرات الآلاف.
ورغم هذه العروض السخية والمشاهد الاحتفالية، والتي لاقت انتشارًا واسعًا، إلا أن هذا مرشح أبو ركبة فشل في الوصول إلى العبدلي وتحقيق نصر انتخابي، ليطرح أهل محافظة مادبا والمراقبون أسئلة عديدة حول كيف لم تسهم تلك "النياق والجمال" في دعمه للفوز؟ وكيف اكتفى جمهوره بأكل لحمها دون منحه أصواتهم؟
ويرى مراقبون أن الحملات الانتخابية، وإن كانت تعتمد على عروض شعبية واستعراضات جماهيرية، تبقى بحاجة إلى رؤى وبرامج مقنعة تحاكي احتياجات وتطلعات الناخبين، فرغم الحضور اللافت والانتشار الكبير لاسمه، لم يستطع الدكتور أبو ركبة ترجمة هذا الحشد إلى نتائج فعلية في صناديق الاقتراع، مما يفتح الباب للنقاش حول أهمية المضمون مقارنة بالشكل في المشهد الانتخابي.
في النهاية، تبقى خسارة أبو ركبة درسا في السياسة الانتخابية، حيث لا يمكن لأي مرشح، مهما كانت قوته الشعبية أو عروضه الجاذبة، أن يحقق النجاح دون أن يبني جسور الثقة مع الناخبين عبر تقديم حلول واقعية وبرامج فعالة، لأن الانتخابات ليست مجرد استعراض، بل هي رحلة طويلة تتطلب فهماً عميقاً لتحديات المجتمع والاستجابة لها بطريقة مدروسة ومؤثرة.