كنا وما زلنا من الداعین إلى تفضیل الاقتراض الداخلي على الخارجي ما دام متاحا لكن قدرة البلد أي بلد على
الاقتراض الخارجي في ظل ھذه الظروف ھو مؤشر ثقة باقتصاد ھذا البلد
.!ولكن
الإقبال الكبیر على السندات التي تطرحھا بعض الدول في الأسواق العالمیة لیس دائما یتطابق مع ما سبق فھو حمال
.أوجھ
الوجھ الأول ھو ما فسره وزیر المالیة بأنھ یدل على الثقة بقوة الاقتصاد الأردني والقدرة على السداد. كما في حالة
..السندات التي طرحتھا الحكومة مؤخرا
ً أما الوجھ الثاني فھو سعر الفائدة، فكلما كان منخفضا كانت المخاطر أقل والمستثمرون لا یقبلون في العادة بكثافة على
مثل ھذا النوع من السندات لتدني العائد علیھا في المقابل فإن ارتفاع سعر الفائدة یغري المستثمرین فیقبلون على
..الاكتتاب بكثافة لارتفاع العائد بالرغم من درجة المخاطرة العالیة
.معیاران لا ثالث لھما لنجاح أو اخفاق عملیة الطرح، الثقة باقتصاد البلد المقترض، وسعر الفائدة
على ضوء ما سبق یمكن القول إن الجزء الأكبر من الإقبال على السندات التي طرحتھا الحكومة یعود الى اغراء سعر
الفائدة
.في ظل ضبابیة التوقعات الاقتصادیة العالمیة
كانت مصر سبقت الأردن بطرح مماثل لكن كبیرا. بلغ ٥ ملیارات دولار. لسندات غطیت ب 22 ملیار دولار لآجال
بین 4 و12 و30 عاماً وبالرغم من التفسیرات المتعددة لحجم الإقبال الكبیر. إلا أن شدتھ ارتبطت بشكل كبیر بأسعار
.الفائدة التي كانت ترتفع حسب المدة والمخاطر وكانت 75.5 ،%و625.7 %و875.8 .%على التوالي
من ناحیة اخرى یلعب تحدید المقترض عبر مستشاره المالي لسعر الفائدة نوع وحجم الإقبال والسعر المرتفع ھو
عنصر الجذب والعكس ھو الصحیح وارتفاعھ أو انخفاضھ یعكسان ایضا القلق أو الطمأنینة تجاه الإقبال على الطرح
ومن الواضح أن ظروف الأسواق العالمیة في ظل الجائحة كانت مدعاة للقلق وإلا لما شكل الإقبال الكبیر بفضل اسعار
.الفائزة المحددة ورقة ضغط بید الحكومة لطلب تخفیض اكبر على سعر القائدة
شدة الإقبال على الاكتتاب مؤشر على الثقة بالاقتصاد لكن لا یمكن. إسقاط سبب اكثر أھمیة وھو سعر الفائدة التي لو
.كانت الحكومة قررت طرح ھذه السندات بالدینار وبالدولار وبذات الأسعار في السوق المحلیة
لحصلت على ذات النتیجة، الشریحة الاولى وحجمھا ٢٥٠،١ ملیار دولار عرفت طریقھا لكن الحكومة لن تحتفظ
بالدولارات التي ستحصل علیھا من الشریحة الثانیة وحجمھا نصف ملیار دولار فھي ستبیعھا للبنك المركزي، ما
.سیرتفع احتیاطي البنك المركزي من العملات الأجنبیة وھو ما لا یحتاجھ
بقي أن التوجھ للاقتراض الخارجي لعدم مزاحمة القطاع الخاص على التمویل المحلي سیكون مبررا لو توفر
مقترضون - مستثمرون - جیدون لمال متوفر ویزید
لماذا السندات الدولارية؟
أخبار البلد - اخبار البلد-