عشرات الارواح تزھقھا مدافئ الغاز سنویا، اختناقا واحتراقا، والوفیات تسجل قضاء وقدراً، دون الالتفات الى
.ضرورة التأكد من جودة المدافئ وسلامة اسطوانات الغاز، خاصة ما یتعلق بالحدیث منھا
في بدایة الموسم الشتوي، واجھ المواطنون مشكلة عدم اشتعال مدافئ الغاز، بالتحدید اذا كانت الاسطوانات حدیثة،
وكانت توجیھات موزعو الغاز، الذین نصبوا أنفسھم خبراء، بضرورة تنفیس الاسطوانة لمدة دقیقة، ورغم تكرار
التنفیس لعدة مرات، إلا ان المدافئ لم تشتعل، فكان التوجیھ الثاني، وضع الاسطوانة في وعاء مليء بالماء الساخن، ثم
توجیھ ثالث بترك المدفأة لعدة ایام ثم تشغیلھا، وتوجیھ أخر بنفخ مجرى الغاز سواء بمنفاخ ھواء او سشوار شعر،
لیزیل اي شوائب او عوائق في مجرى الغاز. وھكذا ھي الوصفات الشعبیة لمعالجة مشاكل مدافئ الغاز، وجلھا دون
.جدوى، بل على العكس زادت الكوارث والوفیات الناتجة عن مدافىء الغاز بالتحدید
أمس، عائلة من ستة افراد، تنتقل الى الرفیق الأعلى بفعل الغاز، وقد سبقھم كثیرون خلال أعوام خلت، بسبب المدافئ
.أو «كیزر» الاستحمام، والقافلة تسیر من خسائر بالارواح تتكرر سنویا، دون جھود جدیة للحد من مآسي الغاز
صحیح ان الدفاع المدني یقدم نشرات ارشادیة للتعامل مع المدافئ، ویدعو الى تھویة المنازل، وابقاء مجال لدخول
.الاكسجین وخروج ثاني اكسید الكربون، ولكن یبدو ان الارشادات أخر ما تقرأ او ترى من جموع المواطنین
وامام ھكذا فواجع، یجب التفكیر بتدابیر صناعیة للمدافئ العاملة على الغاز بالتحدید، والابتعاد عن الصناعات الأقل
جودة للمنافسة بالاسعار، وتخفیض الكلف على حساب الجودة، ومنع استیراد «الساعات» والبرابیش سریعة التلف،
.والتفكیر الملي بإیجاد وسائل اكثیر امانا للتدفئة، ولو أدى الأمر لمنع مدافئ الغاز وكیزر الاستحمام
اسعار المحروقات غالیة على الغالبیة العظمى من الناس، فیلجأون لارخصھا للتدفئة، وھذا یتطلب دورا حكومیا
بتخفیض المحروقات الأكثر امانا–ولعلھا الكاز - في أشھر الشتاء، لیس دعما بقدر ما ھو حفاظ على حیاة العشرات
.الذین نفتقدھم سنویا
مدافئ الغاز..أين الخلل
أخبار البلد - اخبار البلد-