قبل البدء، سوف تتباین الآراء حول مفھوم الاغتراب والمغتربین، ولذلك أقول إن المقصود بالمصطلح ھنا: كل
المواطنین الأردنیین الذین یقیمون ویعملون بشكل مؤقت أو دائم خارج أراضي المملكة الأردنیة الھاشمیة، وحتى
.أولئك الذین حصلوا على جنسیة دولة أخرى، ولم یتخلوا عن جنسیتھم الأردنیة
وھؤلاء جزء لا یتجزأ من الشعب الأردني بالحقوق والواجبات والمواطنة.وھم یعانون كما یعاني معظم أبناء الشعب
.ویقتسمون معھم لقمة العیش والسكن والھواء والأرض التي تقلنا والسماء التي تظلنا
وحتى لا نذھب بعیدا فإنھم أیضا یحولون إلى الوطن كل ما یتوفر لھم من أموال جراء كدحھم وعملھم وجھدھم في
.مواقع الاغتراب
ولذلك فإن لھم على الوطن حقوقا وعلیھم تجاھھ واجبات لا ینكرھا أحد.وكثیر منھم لم یذھبوا إلى حیث یقیمون
ویعملون باختیارھم الكامل أو بملء إرادتھم، بل بحثا عن تحسین ظروف العیش وتلمسا لفرصة عمل أفضل خارج
.حدود الوطن، وھم لا یبخلون على وطنھم بشيء مما یستطیعون بذلھ
ولست ھنا في معرض الحدیث عن أعدادھم أو حصر مواقع عملھم ولا الدول التي یعملون فیھا، فھم منتشرون في
.أنحاء العالم بجھاتھ الأربع، وخاصة في دول الخلیج العربي والأمیركیتین وأوروبا واسترالیا
مع أن وزارة خارجیتنا الموقرة قد أضافت إلى اسمھا كلمة «وشؤون المغتربین» منذ أكثر من عشر سنوات..
.
واستحدثت فیھا إدارة تعنى بالمغتربین، إلا أن ھذه العنایة لم تشب عن الطوق، وما یلمسھ منھا المغتربون قلیل جداً
كما أن اھتمام سفاراتنا الأردنیة بالمغتربین مازال اقل بكثیر من المستوى المطلوب ولیس ھنا مجال «المحاججة» ولا
.التفاصیل
ما أھتم بھ ھنا وعلى عجالة ھو أحوال المغتربین في مواقعھم وحقوقھم داخل الوطن ومطالبھم المحقة من بلدھم حیث
لا ینكر أحد دورھم المھم في الاقتصاد الوطني ولا أرید أن اذكر أرقاما لأنھا كما وجدتھا شحیحة وغیر دقیقة
ومنقوصة. وكنا نود أن نسمع من الوزارة المعنیة عن استراتیجیة فاعلة لمعالجة أحوالھم وحمایتھم وحفظ حقوقھم
ورعایة مصالحھم بعیدا عن الفزعة التي تحدث أحیانا لمعالجة حالة ناجمة عن حادث سیر أو وفاة مریض في المغترب
..النائي
ألیس ممكنا إیجاد وسائل لتوظیف مدخراتھم في خدمة الاقتصاد الوطني، وتخفیض جزء من جمارك سیاراتھم، حین
یعودون نھائیا.لقد أوقفت الإعفاءات الجمركیة لسنوات عن إدخال الأثاث المنزلي عند العودة النھائیة، مع أنھا لم تكن
واضحة وتتعرض للانتقاص منھا. وقد علمت أنھا أعیدت لكنھا في حاجة إلى تحدیث وتحسین، وإجراءات سھلة.كما
أن إجراءات إدخال سیارات المغتربین تتطلب التیسیر لیحصل علیھا المواطن من منفذ الدخول البري، ودون إحالة إلى
.مركز الجمارك في العاصمة
.ھذه عناوین لما یمكن عملھ لتشجیع ھذا القطاع من أبنائنا وتعزیز دورھم في خدمة وطنھم.
المغتربون لا بواكي لهم
أخبار البلد - اخبار البلد-