كیف تكون التربیة داء ودواء؟
نقصد بالتربیة: تقویم السلوك والأفعال وتغییر الفكر والرؤیة الى ما ھو افضل عبر
عملیة مستمرة تبدأ بالنفس «أولاً» قبل تربیة الأولاد لنكون نحن - الكبار - نماذج صالحة
..یُحتذى بھا
فالتربیة لیست مقتصرة على تربیة الأبناء فقط لأن فاقد الشيء لا یعطیھ.. ولھذا فنتائجھا الصالحة او الطالحة تسیر یدا
بید مع ایجابیة او سلبیة أسالیبھا المنبثقة عن المصدر.. فالتربیة مجھود یقع على كاھل ْ الوالدین - ِ مرسل - وعلى الأبناء
..« ُ - متلقي - متفقین مع قول ارسطو: «جذور التربیة مّر ُ ة ولكن ثمارھا حلوة
!والمقصود بالثمار: النتائج من فن وذوق وأخلاق
عندما كانت الأخلاق أرقى، كانت الحیاة أحلى ومن أجل ذلك أطلقوا على تسلسل ثوانیھا ودقائقھا وساعاتھا وأیامھا
الحلوة ب «الزمن الجمیل».. حیث الھواء أنقى والسماء أكثر زرقة.. والمیاه أصفى.. كانت النفوس أكثر نقاء وصفاء
ِرة او منافقة او غیر صادقة.. فمثلاً كان – الكذّاب- معروفا بكذبھ والمنافق بنفاقھ
لتجنّبھا التعامل مع أي نفس ِ مكدّ
والفاسد بفساده..الخ كان ھؤلاء قلة بالزمن الجمیل یتجنّبھم الجمیع بسبب تخریبھم لكل َ مركب سائر «من جھة»..
ّ خرى» مما ھمش الأشرار مانعاً ایاھم من التغلغل والتأثیر على الأخیار
ُ
..وخوفاً أن تُخدش سمعتُھم من «جھة أ
نكاد نتفق على أن البشر لیسوا انبیاء ولا ملائكة فھم معرضون للوقوع بالخطأ.. بشرط التعلم منھ وعدم تكراره لئلا
!تصبح «اللاتربیة» القاسم المشترك الأعظم
فبقدر ما تكون التربیة السیئة داء تكون التربیة الحسنة دواء, فالتربیة الحسنة ربح والسیئة خسارة وشتّان ما بینھما فما
أحوجنا الى معرفة الأسباب المؤدیة للخسارات والاعتراف بوجودھا تجنّبا لتكرارھا.. من خلال تربیة تزرع وتنمي
روح الالتزام بكل شيء عبر اعقل وتوكل، لأن البعض یحصر الالتزام فقط بالدین وبالذات بتأدیة العبادات دون تطبیق
مضامینھا بالسلوكیات للوصول لمكارم الأخلاق! فتجسیر الفجوة بین التنظیر والتطبیق «وبین القول والفعل»
«مطلوب مطلوب مطلوب» لإنقاذ ما یمكن إنقاذه.. ولھذا ما أحوجنا الى تربیة أسریة مدرسیة ثقافیة دینیة اعلامیة
طباعة مع التعلیقات طباعة
نادیا ھاشم العالول
!قانونیة.. فالتربیة الخلقیة أھم للانسان من خبزه وثوبھ
وللأسف تراجع دور الأسرة التربوي، ّ فتحولت المسؤولیة بالكامل نحو المدرسة لتعویض غیاب الأسرة، ناھیك عن
!..السوشال میدیا
فالتربیة الأسریة ھي الأساس وھي المربي الأول لكونھا ّ تخرج ابناء وبنات الوطن ُ وحماتھ وفق تربیة صالحة تحترم
الآخر من إنسان وحیوان وجماد وقانون.. فمن احضان الأسرة ینطلق ّ المشرعون والمسؤولون والمدیرون والسیاسیون
والاقتصادیون فكما یكون الأب یكون الولد.. ومن ّ شب على شيء َ شاب علیھ، وأحسن توصیة یحملھا الإنسان للناس
ْ فلنحتف
ھي التربیة الحسنة فالأولاد بحاجة «لنماذج» أكثر من حاجتھم إلى «نقّاد» فمن أدّب ولده صغیرا ُ س ّر بھ كبیراً
بالمربّین والمتربّین تربیة صالحة كـ «نجوم للتربیة المثالیة»، مع تأھیل المخالفین اللامبالین لرفع درجة وعیھم
؟
متذكرین قول دانتون: «بَ ْعدَ ْ لقمة العیش أول حاجة للشعوب ھي التربیة» صحیح أم لأْ
كيف تكون التربية داء ودواء؟
أخبار البلد -