لم یكن المغفور لھ الحسین بن طلال لیقدم على توقیع اتفاقیة السلام مع إسرائیل لو أن الجانب الفلسطیني «صاحب القضیة» لم یقم بالاتفاق سرا مع إسرائیل
على اتفاق اوسلو، فالأردن ومنذ عام 1967 وبعد أن خسر القدس والضفة الغربیة بسبب الاستخفاف الذي وصل حد الخیانة والذي «مارسھ» المشیر عبد
.«الحكیم عامر في التعاطي مع موضوع الحرب مع إسرائیل، وھو واقع تحت ضغط حالة «اللاحرب واللاسلم
:ثلاثة عوامل اساسیة مھدت الطریق امام اتفاق وادي عربة وھي
.اولا: الظرف الاقلیمي الضاغط بعد تحریر الكویت عام 1991وبدء مؤتمر مدرید للسلام
.ثانیا: اتفاق اوسلو والاعتراف المتبادل بین منظمة التحریر واسرائیل
.ثالثا: وجود حكومة اسرائیلیة «عمالیة» برئاسة اسحاق رابین استشرف الحسین رحمھ الله جدیتھا في السلام
كان قرار السلام بین اسرائیل من جھة والاردن والفلسطینیین من جھة ثانیة بمثابة «ولادة من الخاصرة» أو «ولادة بالإكراه» بالنسبة للاغلبیة العظمى من
ابناء المجتمع الاسرائیلي، وذلك بسبب الثقافة الیمینیة المتطرفة التى تربى علیھا ھذا المجتمع منذ عام 1977 ،أي منذ عھد مناحیم بیغن، وھي الثقافة التى
انتجت مجتمعا متعصبا كارھا للعرب بل ومحتقرا لھم، وكان اغتیال اسحاق رابین على ید «ایجال عمیر» ھو التعبیر الوحشي عن ھذا الرفض والذي اخرج
المجتمع الاسرائیلي عن «إسرائیلیتھ» في حادثة غیر مسبوقة في تاریخ دولة الاحتلال، حیث كان اغتیال رابین ھو بمثابة اغتیال مبكر لاتفاقیة وادي عربة
. ولاتفاق اوسلو، وكان انتخاب نتانیاھو عام 1996 ھو الاعلان الرسمي لمحاصرة «أجواء السلام» والبدء بدفنھا
واستكمالا للاجھاز على اجواء السلام بین الاردن وإسرائیل أوعز نتنیاھو لمدیر الموساد وقتذاك داني یاتوم باغتیال رئیس المكتب السیاسي لحركة حماس
خالد مشعل الذي كان یقیم في عمان، واتضح لاحقا ان یاتوم ونتنیاھو كانا قد درسا رد فعل الحسین رحمھ الله ومستوى الغضب الذي سینتابھ ومدى تاثیر ذلك
على اتفاق السلام «الغض» بین البلدین، حیث كان الرھان أن یقدم الحسین على «تمزیق اتفاق السلام وھو ما كان فعلا سیقدم علیھ لولا تدخل الرئیس بیل
.كلینتون الذي وبخ نتانیاھو وامره بتنفیذ شروط الحسین لانھاء ھذه الازمة والمتمثل بارسال التریاق لانقاذ حیاة مشعل
الوضع العام في «إسرائیل» لم یشھد تغیرا جذریا، فالیمین مازال ھو الذي یقرر سواء عاد نتانیاھو او لم یعد، ولذا فان اتفاق السلام بات مجرد اتفاق على
!!ورق یرتعد خوفا!!
ربع قرن من السلام «الخائف والمرتجف» !!
أخبار البلد - اخبار البلد-