لا شك أن الإرهاب ليس طارئاً على الساحة الأردنية، فلقد اصطلينا بناره واكتوينا به
مرات عديدة ولكننا لم نركع له ولم نستسلم، وفي كل مرة كنا نخرج منها أقوى
وأصلب من المرة الأولى.
فالجريمة البشعة التي أودت بحياة عدد من أفراد الأمن العام والدرك والمخابرات في كل
من الفحيص والسلط، تدل على تدني وحقارة ورداءة العقلية التكفيرية والاجرامية
للمتطرفين السفلة.
فهذه الجريمة والجرائم المشابهة تفرض على جميع الأردنيين توحيد صفوفهم ورصها خلف أجهزتهم الأمنية
وقيادتهم التاريخية وقفة حقيقية ورجولية للتصدي لتلك المجموعات الإرهابية ومنعها من تنفيذ مآربها
وأحقادها الدفينة بجعل الأردن بؤرة خراب ودمار، كما فعلوا في العديد من دول العالم.
ولمعرفتي بسيكولوجية الأردنيين فأنا على يقين بأن الإرهاب لن ينال من عزيمتهم وصلابتهم مهما ارتفع
أعداد الشهداء ومهما بلغت التضحيات، فعزيمة الأردنيين وتماسكهم وإرادتهم الصلبة ما لانت ولن تلين حتى
يتم تجفيف منابع الغدر والإرهاب، وملاحقة أتباعه وتصفيتهم من كل جحر وبقعة على أرض الوطن.
فالأردنيون واجهوا تحديات أصعب من تلك التي تمر عليهم هذه الأيام ووقفوا بوجهها بكل عزم وإصرار وتحد،
متوحدين على قلب رجل واحد، لا يفرقهم جبان أو مارق قاتل لا يعرف قيمة الوطن.
فالعمليات الإرهابية الجبانة يجب أن تدعونا إلى حالة من حالات الاستنفار الوطني لمواجهة هذه الجماعات
الإرهابية من دعاة الفتنة الشيطانية، والقصاص لشهداء الواجب الذين سقطوا وهم يدافعون بشرف عن أرض
الأردن وأمنه ضد قوى الظلام الأحمق
فإذا كان الإرهابيون بحماقتهم يظنون أنهم بأفعالهم المتطرفة سيقللون من عزيمة رجال الأمن والمخابرات
والجيش والشعب فى أداء واجبهم وبناء وطنهم، فليعلموا جيداً أن هذه الأفعال الإجرامية والجبانة لا تزيدنا إلا
إصراراً للقضاء على ذيول الإرهاب، واستكمال العمل وتنمية وبناء الأردن.
فكل نقطة دم تراق من شهيد أو جريح أردني داخل وخارج الوطن لن تزيدنا إلا عزماً على عزم وإصراراً على إصرار
لتطهير الأردن من هؤلاء القتلة على أيدي رجال الأمن والمخابرات والجيش الباسل.
فالإرهاب مهما أشتد علينا فلن ينال من عزيمة الأردنيين، وسنكمل مع القائد بعون االله مسيرة التنمية التي
نسعى ونخطط إليها جميعاً.