ليس سراً أنّ المخدرات جزء من ثقافات بعض الشعوب العربية، فهي تنتشر في مصر كما النار في الهشيم، وتُزرع وتُنتج وتُصدّر وتستهلك في لبنان، واذا كان الأمر لم يشكّل قضية في الأردن حتى ما قبل سنوات قليلة، فمن الواضح أنّنا ننضمّ ولو ببطء إلى ذلك النادي المُزعج!
الأمن العام والجمارك والقوات المسلحة تضبط بشكل دوري إن لم يكن يومياً كميات كبيرة منها، وتمّ إعدام أردني في السعودية قبل أيام لسبب تجارته بالمخدرات، وتمتلئ ملفات محاكمنا بقضايا المخدرات، كما السجون بتجّارها ومتعاطيها.
سبب التسارع الواضح في الانتشار الكبير يبدو مؤكداً، فالمجتمع الاردني يستضيف ملايين الناس الذين يتعاطون المخدرات في بلادهم بأريحية بعد أن يشتروها من الأسواق كما السجائر، وإلى ذلك فالأردن ليس مُغلقاً على نفسه والمعروف أنّ قضية المخدرات باتت مسألة دولية.
لا نقول إنّه بالامكان تحصين بلادنا من الأمر، ولكنّنا نأمل بمشاركة أكبر لمؤسسات المجتمع المدني تخفّف العبء عن ادارة مكافحة المخدرات التي تزداد الأحمال على كتفها يومياً، فالقضية ليست أمنية فحسب بل هي مجتمعية أيضاً وأيضاً.