* مع استقبال عام (2018) تعنى الوسائل الإعلامية، على مستوى محلي أو عالمي، برصد جوانب متعددة من الأنشطة تتراوح ما بين أجور الفنانين وتذاكر الحضور... والتنبؤات المستقبلية العبثية إلى القضايا التي تهم العالم ومجتمعاته والتي تعنى بها مراكز البحوث ومراكز الدراسات المستقبلية... ولجميع هذه الأنشطة روادها ومتابعوها حسب الاهتمام الفكري أو السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي... أو العبثي.
* وقد أعتدت منذ سنوات أن أتابع الدراسات المستقبلية والاستطلاعات التي تقوم بها مختلف المراكز البحثية والفكرية، وبخاصة ما يمكن أن يواجه العالم، بمختلف مجتمعاته المتقدمة وغير المتقدمة، ولا أقول النامية، حيث لم يعد هذا المصطلح بمضمون اقتصادي، اجتماعي في عالم تسوده العولمة والتكنولوجيا الناعمة، وتؤثر في مدى تسارع تقدم المجتمعات وتطورها .
* فوقفت عند استطلاع لمنتدى اقتصادي عالمي حول ابرز أو أعظم (10) عشرة تحديات أو قضايا تواجه العالم عام (2018) بمجتمعاته المتباينة التقدم والتسارع التقني، ليشترك القراء مع مئات الألوف من المشاركين في ذلك الاستطلاع في التعّرف على تلك القضايا وهي وان كانت ذات طابع عالمي، إلا إن معظم المجتمعات البشرية تواجهها أو بعضها بدرجات متفاوتة، وتشعر بأنها تمس واقعها ومستقبلها بشكل أو بآخر.
* جاءت هذه القضايا أو التحديات العشرة بترتيب تنازلي.
- فنقص الفرص الاقتصادية وفرص العمل المتوقعة كانت موضع قلق واهتمام (12%) من المشاركين وقد تبدو هذه النسبة متواضعة في ظل ما يجري في العالم من تدهور اقتصادي.
-الأمن والسلامة والرفاهية على مستوى الأفراد والشعوب أو الدول، وقد احتلت هذه الأمور المرتبة التاسعة (14%).
- نقص في الفرص التعليمية، في الوقت الذي تسعى المنظمات الدولية المعنية بالتعليم إلى توفير فرص أوسع، وبخاصة للفئات المحرومة أو الأقل حظا، فأن (16%) من المشاركين ابدوا هذا التخوفّ.
- الأمن الغذائي والمائي حيث أبدى ( 18%) من المشاركين قلقهم بشأن هذين الأمرين إذ يمسان بشكل مباشر مصير المجتمعات أو ( تكون أو لا تكون) في ظل تفاقم أزمة الغذاء وأزمة المياه الصالح للشرب فضلاً عن النظافة.
- استفحال الفساد مع ضعف نهج الشفافية والمساءلة وفي تقديري إن نسبة أل (22%) من المشاركين تعبر عن مخاوف معظم المجتمعات المعاصرة.
* أما النزاع/ الصراع الديني فهو محط مخاوف المجتمعات البشرية إذا ما أدركنا إن نسبة الذين عبروا عن المخاوف الناجمة عن احتمالية الصراع الديني بلغت (24%).
- وجاء الفقر ليحتل المرتبة الرابعة ( أي 29%) ويعد تخوفاً حاداً في تزايد من لا يملكون في المجتمعات!
* أما الشعور بالتمييز وعدم المساواة في المجتمعات لمختلف الأسباب العرقية (الأثنية) والدينية و(الجندرية) فجاء بنسبة (30%) ما يعزز إن التميز ما زال أمراً مؤرقاً للمجتمعات الإنسانية وبمختلف الأسباب؛ أما تصاعد الحروب وتعدد واتساع جبهاتها فتشغل اهتمام (38%) من المشاركين وقلقهم في الوقت نفسه.
- ويلاحظ (تصاعد الحروب) وتنوع الجبهات والمعارك، حيث تنامي خطورة (الإرهاب العالمي) والصراع الطائفي، والانقسام المجتمعي بمرجعية دينية أو سياسية وربما في حركات ضد الاستبداد وغياب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وعدم احترام حقوق الإنسان.
* وجاء التخوف من خطورة (التغّير المناخي) في المرتبة الأولى إذ عبر عنه (48%) من المشاركين في ذلك الاستطلاع.
* وقد تكون هذه القضايا العالمية بعيدة عن التفكير الفردي، إلا أن الاهتمام المجتمعي، وحسب أوضاع أي مجتمع، لا بد وان يؤخذ بالاعتبار: فالأمن والانسجام أو السلام المجتمعي واستئصال الفساد قد تكون المداخل الآمنة لتوفير فرص التعليم الجيد وحشد الموارد للارتقاء بالأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية في مجتمع يسوده مناخ ديمقراطي ونهج الشفافية والمساءلة.
أهم (10) تحديات عالمية لعام 2018
أخبار البلد -