أخبار البلد – فارس محمد
تعد مهنة الطب البيطري خط الدفاع الأول لسلامة الإنسان فهي مهنة انسانية ،بيئية، إقتصادية، صحية، علمية دقيقة ، تهتم بصحة وسلامة الإنسان وأمنه الغذائي كونها من اهم المهن المسؤولة عن حماية الإنسان من خطر الأمراض المشتركة التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان والمحافظة على الثروة الحيوانية . وعلى الرغم من اهمية المهنة الا انها تعاني من مشاكل عديدة رواها نقيب الأطباء البيطريين الدكتور مهدي العقرباوي لـ"أخبار البلد"، خلال حديث مطول كشف فيه المستور ودق ناقوس خطر كبير.
وقال العقرباوي ان أول ما يعانيه الأطباء البيطريين البالغ عددهم 1635 طبيباً وطبيبة ، سياسة رواتب طاردة من قبل الحكومة حيث تبلغ العلاوة الفنية لهم ما بين 100-110%، بالمقارنة مع تخصصات لها نفس مدة الدراسة وتبلغ علاوتهم الفنية 135-150% ، ما أدى إلى عزوف العديد من الأطباء البيطريين عن العمل في القطاع العام وتوجههم للعمل في القطاع الخاص ودول الخليج مما فتح المجال إلى دخول متطفلين ودخلاء على المهنة لا يحملون شهادات أو مؤهلات علمية ويعملون في بعض المستودعات والصيدليات والعيادات البيطرية الأمر الذي يشكل خطراً على صحة الحيوان وبالتالي على صحة الإنسان وغذائه .
وبيّن العقرباوي أن مهنة الطب البيطري هي مهنة مغلقة للأردنيين فكيف يمارسها من هو غير مؤهل وغير أردني موضحاً أن سبب انتشار الدخلاء والمتطفلين على المهنة هو ضعف الرقابة الحكومية على التفتيش، مشدداً على أن النقابة تستطيع أن تزود الجهات المختصة بأسماء وعناوين هؤلاء الدخلاء والمتطفلين ليتم ملاحقتهم .
ولفت العقرباوي إلى مشكلة خطيرة تهدد الصحة البيئية وصحة الإنسان وهي الذبح خارج المسالخ والذي يصل إلى أكثر من 70% في كافة محافظات المملكة. كما أشار أن بعض مسالخ البلديات والشركات الخاصة لا يوجد بها أطباء بيطريين ما يؤثر على سلامة اللحوم المذبوحة فيها.
وزاد العقرباوي أن القطاع يستوعب كافة خريجي التخصص مبيناً أن هذا العام شهد أكبر دفعة خريجين من التخصص بعدد يفوق 80 طبيباً وطبيبة بيطرية مع العلم أن المتوسط العام السنوي للخريجين يبلغ 35 .
وعن شروط دراسة التخصص في جامعة العلوم والتكنولوجيا وهي الجامعة الوحيدة التي يتم تدريس هذا التخصص فيها، قال انه يتم الإعتماد على المقابلة الشخصية وأن يكون المعدل في الثانوية العامة فوق 80 % وذلك لأن التخصص يحتاج إلى مواصفات خاصة بالمتقدم .
وطالب العقرباوي الجهات المعنية بتفعيل قانون ممارسة مهنة الطب البيطري وقانون الزراعة ، وتحقيق العدالة والمساواة للأطباء البيطريين بالمهن الأُخرى الأمر الذي سينعكس إيجابا على صحة المواطن وبيئته ويحقق النمو الإقتصادي للقطاع الزراعي ويزيد من مساهمته في الناتج الوطني .