أخبار البلد - جلنار الراميني - تتفاجا بأنهم لا ينظرون إلى الساعة التي بأيديهم ،تستعجب عندما تجدهم في الميدان لا يأبهون لمدى المجهود الذين يبذلون،يُسرّحون إخلاصهم لعملهم بولائهم لمهنتهم،يُجدّلون من التفاني جدائلا أساسها عمل،إخلاص،وصبر من اجل خدمة المواطنين ،يجولون في الشوارع،يقفون مسيطرين فاعلين.
هم رجال السير، الذين يُحركون أياديهم يمنة وشمالا في سبيل الحفاظ على انسيابية الشوارع،ويتحكّمون بالمركبات بحسب حنكتهم ،وعلى وقع الوطنية لديهم،تراهم عند الدوار،عند مفترق الطرق،عند الأنفاق،عند الشوارع الرئيسية،هنا وهناك يحملون اجهزة المناداة لديهم ،يتواصلون مع بعضهم ليلا نهارا ،ليكونوا كخلية نحل دؤوب لا تمل،ولا تتعب ما دامت النتيجة جعل الشوارع كلوحة فنية يتم رسمها من خلال هؤلاء الذين أخذوا على عاتقهم إرتقاء بوطن وخدمة مواطن.
ساعات تمر،ورجل السير ما زال في الشارع،ومنذ الصباح وهو مشتاق لأبنائه،يودّ ان يستقبلهم عند عودتهم من المدرسة،او يتذوق طعاما ساخنا،أو زيارة شقيقه الذي لم يره منذ فترة ،أو والدته التي أصبحت تفتقد ابنها رجل السير،ولكنه في الميدان ،في الشارع،في الطرقات،أمام المركبات،وبالرغم من تعبه فإنه صامد ،يحيي السائقين،يساعد الأطفال،يساند الكبار،فليس بغريب ما دامت يمناه تصافح الوطنية ،وشماله تصافح المهنية.
في النهار ،نراهم يعملون بلا كلل ،وفي الليل تراهم يودعون الملل،وليس هذا فحسب،ترى التنظيم حاصلا ،كما ويحاولون التخلص من الأزمة في زمن قياسي،بنهج أساسه تخطيط،تفكير،وديناميكية.
إدارة السير المركزية،كل الاحترام أمام هامات رجالك ،وأمام مسؤولين يفترشون من التعب عملا متواصلا،يصافحون الشمس عند طلوعها، و"الساعة متأخرة" ليست في قاموسهم،بل في قاموسهم عمل جاد،ومسؤولية تجاه واجبهم الذي يُحتّم عليهم،وما ترى رجل السير إلا منصاع لأوامر شأنها أن تكون الشوارع راقية،منسابة .
وأمام مجهود يصعب حصر معالمه تتجلى المعاني المطلقة للعمل الذي يتصف
بالانسيابية ،وهاهي دورياتهم تتجوّل في أماكن متفرقة في العاصمة،ودراجتهم تشهد على
شموخهم المهني،حيث أن كثيرين لا يعون ماهية يومهم ،وكيف يقضونه،والجواب :يقضونه
لخدمة المواطن في شوارع تشهد مدى إنجازاتهم،وليشهد المكان والزمان على ذلك.