هذه بعض انجازات د. الطراونة في الصرح الاكاديمي الأول على الصعيد الوظيفي، واما على الصعيد الوطني للرجل، فمواقفه تثلج الصدور وتسر القلوب، وهو الامر الذي يتعارض مع نهج "التسويات" التي برعت فيها حكومة عبد الله النسور، ولعل د. الطراونة والذي شارك في وقفة احتجاجية نفذها طلبة الجامعة في قلب الحرم الجامعي عند برج الساعة ابان قضية حرق الصهاينة لمنزل الفلسطيني الدوابشة في شهر آب الماضي، بمعية عدد من أعضاء الهيئة التدريسية، والذين أدوا جماعة صلاة الغائب على روح اسرة الدوابشة وأرواح شهداء فلسطين، وطالبوا بطرد السفير الصهيوني من عمان، لعله لم يكن حينها يدري بأنه سيدفع ثمن موقفه الحر المعادي للصهيونية !!ا
وفيما يتعلق بالمعلن أو اللامعلن بعلاقة عبد الله النسور رئيس الحكومة وعاطف الطراونة رئيس مجلس النواب، فإن المخفي واللامخفي يحمل الاشارة الى ان التجاذبات ولا نقول الصراعات بين قطب الحكومة الرئيس النسور وقطب المؤسسة البرلمانية المهندس الطراونة، اسهمت بصورة ما بقصد او دون قصد في قرار اقصاء الطراونة اخليف، وتلك قد ترقى لمستوى اليقين او الشك ربما بانها احدى ادوات الاقصائية التي فرطت بقامة اكاديمية وعلمية شامخة كما هو د. اخليف الطرونة، فالصراع السياسي تحت القبة تم استثماره بصورة غير مشروعة في ترجيح كفة الاقصاء وهكذا صار !!
د. اخليف الطراونة والذي "زمرت اشادة وطبلت له الحكومة ورئيسها عبد الله النسور قبل اقل من شهر، هو حالة انسانية ووطنية واكاديمية لن تتكرر ، والتفريط به يستدعي مراجعة القرار باسرع ما يمكن، بل ويستدعي تدخل صناع القرار الحقيقيون ممن يؤمنون بأن أمانة الوطن الأردني في عغتق د. اخليف الطراونة وكل من يُشبهونه، صان الامانة والعهد والوعد ، فكافئه عبد الله النسور بالاقصاء والاطاحة ولو استطاع لوصل الأمر الى قطع الرأس ، ربما لتصفية حسابات ما ، او لربما ان مواقف د.الطراونة عرت النهج الحكومي وادائه المترهل منذ تشكيل الحكومة، بيد ان يقاء حكومة النسور ليس لحسن ادائها، بل لان الظرف الاقليمي السياسي ساهم ببقاء النسور وثلته من الفريق الحكومي الذي لم يُسمن قضايا الوطن وما اغناها عن جوع !!