اخبارالبلد ـ خاص
احتل وزير الصحة السابق سعد جابر مكانة خاصة في قلوب الأردنيين عن غيره من الوزراء في حكومة الرزاز الراحلة، إذ بدأت شعبيته ترتفع كنجم ساطع في بداية اطلالته على القنوات الأردنية معلنًا عن اصابات فيروس كورونا متبعًا أياها بجمل من المواعظ والرجاء لتحقيق السيطرة على انتشار الفيروس في بدايته، ولا شك أن اسلوبه الخطابي جعله مسموعًا عند الأردنيين، وهذا بالمناسبة نقلةُ نقلةً نوعيه وأصبح حديث الساعة في تلك الآونة، ومصدرًا للتفاؤل نتيجة طابع الخوف الذي فرضه الوباء.
لاخلاف أن سعد جابر استطاع بدهائه الطبي وقراراته الجريئة والدقيقة أن يتمكن من السيطرة على انتشار كوفيد_19، بل وحتى مرت أشهر على المملكة لم تسجل بها حالات محلية بالفيروس كمردود فعلي على صواب الاجراءات، وهذه عوامل اساسية أسهمت في لمعان نجمه وتحقيق شهره له على السوشيال ميديا ليصبح مراقبًا كممثل وعاض أزياء ولاعب مشهور لكرة القدم، إذ اصبح يحيد المواطن عن متابعة الطبيب جابر ويتلهف لمتابعة المشهور جابر .
وزير الصحة السابق اصدرت عديد تصريحات حول كوفيد_19 بعضها لم يتميز بالحكمة الطبية، الأمر الذي جعل الأصوات المادحة تقلب إلى ذامة وأشهر هذه التصريحات "نشف ومات"، الذي ضعضع من مصداقية الطبيب جابر حيث أصبح هذا التصريح وسمًا يستخدمه الأردنيين لنقد الوضع الوبائي في المملكة عقب الإنتكاسة الكبرى في انتشار لكورونا على أراضِ المملكة خلال الوقت الحالي، فبعد أن كان معدل الاصابات 40 إصابة أصبح 2000، وهذا جعله مسؤولًا رئيسًا عند المواطن مما ولد أمواجًا جارفة من الانتقادات اللاذعة بحقه ربما ساهمت بإزاحته عن منصبة في التشكيل الحكومي الجديد.
وبعد هذه الأحداث بدأ سطوع نور نجم جابر الطبيب يتضاءل رويدًا رويدًا حتى بات غير مرئي في أي من تصريحاته التي تنقلها القناوات أو المؤسسات الصحفية، حتى أصبح ينطبق عليه فعليًا تصريحه الشهير "بنشف ويموت".
المفارقة العجيبة وهي ركيزة حديثنا؛ تتمحور حول أن سعد جابر لم يفقد بهاءه وشهرته التي تشبه بالفنية إذ ما زال له محبين أظهروا دعمهم له عند كتابة رسالته الوداعية لجمهوره الأردني، الأمر الذي أثرى جانب أن الشهره السنمائية له لا زالت في أوجها حتى برهنت رسالته على ذلك، التي صيغت هادفة لمخاطبة جمهور أو معجبين لتنوه على إعتزال احد المشاهير.
وهذا ما جاء في الرسالة الودعية للوزير:
الحمدلله لقد تشرّفت بخدمة بلدي على مدار أكثر من عام.
واجهنا معاً و منذ مطلع السنة الحالية جائحةً عالميّة أرّقت الدول و اختبرت صبر الشعوب. إن أغلى ما كسبت خلال فترة عملي هو شعوري بالقرب منكم. الحمدلله الذي أكرمني بهذه المحبة فهي كنزٌ لا يقدر بثمن، لأعمل بجدٍ من أجل حماية وطني فما أنا إِلّا جنديٌ أردني و هذا هو الشرف الأكبر لي في مسيرتي.