أكدت وزارة الأشغال العامة والإسكان جاهزيتها الكاملة للتعامل مع الظروف الجوية المختلفة ضمن خطة الطوارئ المعتمدة لفصل الشتاء، وذلك عقب الحالة الجوية التي أثّرت على المملكة يوم أمس وشهدت هطولات مطرية غزيرة، خصوصاً في محافظات الجنوب، إضافة إلى المناطق الشرقية والصحراوية.
وقالت الوزارة في بيان صحفي إن غرف العمليات في مركز الوزارة وفي مديرياتها تعاملت خلال المنخفض مع ثلاثة وسبعين بلاغاً شملت ارتفاع منسوب المياه في بعض المواقع، وانجرافات طينية وترابية، وانزلاقات محدودة، وإغلاقات احترازية لعدد من الطرق.
وبيّنت أن جميع البلاغات تم التعامل معها فوراً عبر كوادر الطوارئ المنتشرة في الميدان وعلى مدار الساعة.
وأوضحت الوزارة أن غزارة الهطول وجريان المياه القادمة من المناطق الجبلية والصحراوية باتجاه الطرق أدى إلى حدوث بعض الملاحظات التي تُعد طبيعية في مثل هذه الظروف الجوية، مؤكدة أنه لا يمكن لأي جهة اعتراض مسار الطبيعة أو التحكّم المطلق بالعوامل الجوية، وأن التحدي الفعلي أمام كوادرها لا يكمن في منع حدوث هذه الظواهر بل في سرعة الاستجابة للبلاغات ومعالجة الملاحظات فور ورودها.
وأضافت أن الدول المتقدمة وذات الإمكانيات العالية تواجه ظروفاً مماثلة عند التعرض لأحوال جوية عنيفة، ما يجعل الجاهزية والسرعة في التدخل عاملين أساسيين للحد من آثارها.
وفي إطار متابعة تنفيذ خطة الطوارئ وتقييم الأداء، ترأس وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس ماهر أبو السمن اليوم اجتماعاً في مقر الوزارة بحضور أمين عام الوزارة الدكتور جمال قطيشات والمدراء المعنيين، حيث جرى استعراض مجمل الأوضاع في الميدان، وتقييم مستوى الاستجابة التي قدّمتها مديريات الأشغال والفرق الميدانية، إضافة إلى مراجعة كفاءة الخطط والإجراءات وآليات العمل المتبعة خلال التعامل مع الحالة الجوية.
وثمن الوزير خلال الاجتماع جهود العاملين في الميدان التي تواصلت طوال يوم أمس وخلال ساعات الليل، كما رفع أبو السمن شكر الوزارة لشركائها في القطاع الخاص من المقاولين الذين ساهموا في رفع الطمي والانقاض عن الطرق التي تعرضت للسيول وانحراف الحجارة والرمال عليها، مؤكدا ضرورة تعزيز الجاهزية ورفع سرعة الاستجابة ومواصلة العمل وفق أعلى درجات التنسيق بين جميع كوادر الوزارة والوزارات والمؤسسات الأخرى.
ووجه أبو السمن المعنيين في الوزارة الى تشكيل فريق عمل لدراسة كافة المواقع اللي تكررت عليها الملاحظات والتي تعرضت لاضرار لدراسة تلك المواقع وتقديم التوصيات الفنية والحلول الهندسية لتجنب تكرار ما وقع فيها.
وأكدت الوزارة أن فرقها الميدانية تواصل جهودها منذ يوم أمس وخلال ساعات الليل واليوم أيضاً لإزالة أي عوائق نجمت عن الهطولات الغزيرة، وتنظيف الطرق ومجاري السيول والأودية من المخلفات، بما يضمن استمرار الحركة المرورية بشكل آمن وفعّال.
وفي سياق استعداداتها المتواصلة لفصل الشتاء، أوضحت الوزارة أن منظومة الاستجابة لديها تعمل من خلال خمس عشرة غرفة عمليات في مديريات الأشغال تستقبل بلاغات المواطنين على مدار الساعة، إضافة إلى مئةٍ وعشر فرق ميدانية مجهزة بمئةٍ وخمس وثلاثين آلية حكومية وعشرين كاسحة ثلوج، إلى جانب مئةٍ وتسعين آلية من القطاع الخاص موضوعة تحت الطلب لتعزيز القدرة على التدخل السريع عند الحاجة.
ودعت الوزارة المواطنين إلى المسارعة في الإبلاغ عن أي ملاحظة يجرى رصدها، ومتابعة نشرات الطقس والالتزام بتعليمات السلامة العامة، مؤكدة أن تعاون المواطنين يعزز من قدرة كوادرها على التعامل بكفاءة مع الظروف الجوية المختلفة والحفاظ على سلامة الطرق ومستخدميها.