محرر الشؤون الصحية - تعرّض أحد الموظفين من إحدى محافظات الشمال لحالة إغماء أثناء عودته إلى مؤسسته الصحية الحكومية في العاصمة عمّان، بعدما أمضى ساعات طويلة ينتظر دوره للدخول إلى مكتب عطوفة المدير العام. الموظف، الذي يعاني من مشاكل صحية وارتفاع في ضغط الدم ولديه شبكات قلبية، سقط مغشيًا عليه على مقاعد الغرفة المجاورة لمكتب المدير العام، ولم يستيقظ إلا داخل غرفة الطوارئ في أحد المستشفيات الحكومية، بعد أن نقلته سيارة إسعاف الدفاع المدني التي قامت بإنعاشه سريعًا خشية فقدان حياته داخل غرفة الانتظار التي تجاوز وجوده فيها ثلاث ساعات.
الموظف، الذي بدا وكأنه تعرض لجلطة داخل مبنى المؤسسة، لم يكن مراجعًا بل حاملًا لشكوى تتعلق بمظلِمة وظيفية ناتجة عن قرارات تعسفية —بحسب ما يصف— اتخذها المدير العام، الذي حاول إغلاق ملف القضية والتستر عليها حتى لا تصل إلى وزير الصحة.
نأمل من وزير الصحة الدكتور إبراهيم البدور، المعروف بانفتاحه على الجميع وحرصه على متابعة شكاوى المواطنين والموظفين، أن يوجّه بفتح تحقيق في هذه الحادثة التي لا تعكس نهج الوزارة ولا أسلوب الوزير. كما نأمل أن يتوجه الوزير شخصيًا إلى هذه المؤسسة التي تعاني من سوء إدارة غير مسبوق، لمعالجة الإشكالات الإدارية المتراكمة وتذكير المسؤولين بأن الموظف العام خادم للوطن والمواطن، لا صاحب سلطة يتحكم برقاب الناس. فقد كان هذا الموظف على وشك أن يفقد حياته فقط لأنه حاول الاعتراض على قرارات مدير متسلّط أغلق أبوابه —حرفيًا ومعنويًا— أمام المراجعين والموظفين.