رحيل مروان دودين..نهاية رجل حكيم
في رحيل مروان دودين، من الكبار الذين كان لهم ذكريات جميلة يصعب على الموت أن يمحوها، الراحل ينعاه كل الاردنيين، فهو من صنف وطني بقى منحازا بصلابة لأفكاره ومبادئه وعقائده السياسية وتماسك خياراته، وهو صاحب رأي ومشورة رشيدة وحكيمة.
بالطبع جيلنا عرف الراحل دودين من « الكتب «وادبيات السياسة الاردنية، فالراحل ما أخافه يوما طرح رأيه بصلابة وشراسة، ولا قبل الا أن يكون المثقف الذي يقف على «يسار السلطة»، فلا تعرف موظفا في القطاع الحكومي عمل في معية الراحل دودين في وزارات ومؤسسات حكومية عديدة الا اكتنز في نفسه محبة للراحل.
الراحل لم يدر ظهره يوما في قول كلمة الرشد والحق، ولم يلبس اقنعة كما ارتداها كثيرون مع تقلب الازمنة والاحوال والظروف، ولم يكن يوما محرضا في السياسة، انما حكيما مجبولا بأخلاق النبلاء.
هناك رجالات وطنية، نحن بحاجة اليهم اليوم أكثر بعد موتهم، وهناك رموز وطنية يتعذر نعيها، رجالات تنجذب لهم لأنهم باقون في الذاكرة الوطنية، يوقظون في جيلنا «الحائر والقلق» في زمن التحولات والانقلابات حاجة شديدة اليهم لأنهم يشبعوننا بالأمل والثقة بالمستقبل.
هؤلاء من جيل ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، أصحاب المشروع الوطني النهضوي والتحرري والتقدمي، نواجه باحلام مشروعهم الرياح المعاكسة والتيارات العدمية الجارفة، مؤمنين باننا لن نبلغ «نهاية النفق « وبما يرضي خيارات ورهانات هذه المرحلة ما لم نصن أرث المؤسسين والبناة الأوائل للدولة الأردنية.