ما ان ً یتراجع الاھتمام بمستقبل كرد سوریا والمصیر الذي ینتظرھم, بعد ان لم یجدوا لانفسھم "خریطة طریق" تضع
حداً نھائیاً للمتاھة التي یعیشونھا منذ ان داعبتھم أوھام أمیركیة (وبعض العربیة) بـ"الاستقلال" وتكوین دولة في روج
ُفق او رؤیة او
ُخرى, عن غیاب اي أ
آفا (شمال غربي سوریا), وبدأوا رحلة تحالفات ُ م ْصطنعة َ أشرت ضمن أمور أ
م (ما یزال لھ دور حتى الان, وإن كان
خیال سیاسي لدى قادتھم, وبخاصة الوجھ الأبرز في المرحلة الاولى صالح مسلّ
"مظلوم عبدي" القائد العسكري لما یُسمى قوات سوریا الدیمقراطیة "قسد"ھو الذي یتقدّم المشھد الآن, حیث لم یتردد
صالح مسلم في قبول دعوة اردوغان لزیارة تركیا ونسج علاقات مع حكومة انقرة, ُ المنخرطة بقوة في الحرب على
ُ عثمانیاً جدیداً سینصب لھ، ما لبث ان تخلّى عن أوھامھ تلك ثم عاد لیناكف دمشق,
سوریا وفیھا, الى ان تبیّن لھ ان ف ّخاً
َحسب قسد على القوى السوریة
ویكشف عن "شروط" ّ یتوجب على الدولة السوریة القبول بھا اذا ما ارادت ان تُ
الرافضة للارھاب وتدمیر سوریا وتقسیمھا).. حدث بعد ذلك أن ارتمى ً كرد سوریا في حضن واشنطن وتركوا
, الى ان دخل الأتراك على خط
لمخابراتھا المركزیة وقیاداتھا الاطلسیة ان تعیث في الشمال السوري...فساداً وإرھاباً
الغزوات الثلاث المعروفة "درع الفرات,غصن الزیتون" وآخرھا غزوة "نبع السلام" التي كشفت عمق التنسیق بین
ُمنظمات الارھاب وعلى رأسھا ھیئة تحریر الشام/ جبھة النصرة, وكانت معارك إدلب المتواصلة حتى الان رغم اتفاق
موسكو الخامس من اذار الماضي بین بوتین واردوغان, ابرز دلیل على خطورة المشروع العثماني الجدید على سوریا
.والمنطقة العربیة بأسرھا
نقول: لا یلبث موضوع كرد سوریا تصدّر الانباء, رغم تقدم انباء اقلیمیة ودولیة اخرى علیھ, لكن إصرار إدارة ترمب
عدم التخلي عن مشروعھا في سوریا وھو تقسیمھا, واعادة ترتیب موازین القوى فیھا وبما یصب في مصلحة اسرائیل
ویُسھم في تنفیذ صفقة العار المعروفة صفقة القرن, المنخرطة فیھا اطراف غربیة واخرى عربیة وثالثة تستعد لنیل
نصیبھا من "العوائد" في حال "سلكت" الصفقة ووجدت اجواء ملائمة لتمریرھا، یدفع للاعتقاد ان "شیئا ما" ھو قید
.التحضیر في شمال سوریا
جدید ما یتعلّق بكرد سوریا ھو الاعلان التركي "المفاجئ" الذي كشفھ متحدث الرئاسة التركیة ابراھیم قالن, ومفاده ان
ُ "الولایات المتحدة تسعى الى بناء كیان كردي جدیدفي سوریا"..وإذا ما تجاوزنا مفردة "جدید" وكأن ھناك كیانا قدیما
ُ باستثناء اقلیم كردستان العراق، فإن م ّجرد تقدّم الناطق باسم اردوغان للحدیث عن ھذا الموضوع, الاكثر إقلاقاً لأنقرة
او لنقل الذي تستخدمھ ذریعة لغزو سوریا وتتریك شمالھا ومحاولة ایجاد منطقة نفوذ لھا في الشمال السوري او منطقة
آمنة على الطریقة الاسرائیلیة في جنوب لبنان, ودائما ًتقدیم المزید من الدعم للمنظمات الارھابیة, بل السعي لمنح إدلب
ُ محتلاً، فإن – حدیث
(المحافظة) مكانة خاصة في الفضاء السوري, لا تكون فیھ خاضعة لدمشق بل تكون جیباً تركیاً
قالن – یعكس حجم القلق الذي استبد بانقرة, بعد ان عاد الامیركیون یُمارسون ضغوطاً مكثفة (بالتنسیق مع الفرنسیین)
والمجلس الوطني الكردي (والاخیر PYD لتوحید قطبي المعادلة الكردیة السوریة, وھما "حزب الاتحاد الدیمقراطي
احد اطراف قوى المعارضة السوریة, التي باتت في حضن انقرة, بعد تخلّي عواصم عربیة عن رعایتھا, لاسباب ما
.(تزال المعلومات عنھا غیر مكتملة, وبخاصة ما یَ ُ حدث في ھیئة التفاوض التي یرأسھا نصرالحریري
ُ ما یطرحھ مظلوم عبدي حول الحكم الذاتي في شمال وشرق سوریا, وما یلتقي بھ مع المخطط الامیركي والدور الذي
یلعبھ اقلیم كردستان العراق وبخاصة الحزب الدیمقراطي الكردستاني ومنافِسھ الاتحاد الوطني في ھذا الشأن, یزید من
ُ الشكوك بان "المسألة الكردیة" في الشمال السوري م ّرشحة للدخول في فصل جدید یعكس ضمن امور اخرى، عدم
"اتّعاظ" التحالف الامیركي/الفرنسي/البریطاني من الفشل الذي لحق بمخططھم منذ تسع سنوات ونیف, ویبدو ان ما
یحدث في شرق سوریا وخصوصا وقائع یومیات إدلب, یُغري اطرافاً عدة وفي مقدمتھا تركیا لتجریب "حظوظھا" في
لعبة جدیدة لم تُحدّد أدوار المشاركین فیھا ونِسبِ ُ ھم من "الغنائم" الم ّ توھ َمة والتي لن یدفع ثمنھا سوى الشعب السوري
.بكرده وعربھ على حد سواء
كُرد سوريا.. في "مَتاهَتِهم"
أخبار البلد - اخبار البلد-