غريب أمر حكومتنا!

غريب أمر حكومتنا!
أخبار البلد -   اخبار البلد-
 
أخيرا سدل الستار عن أطول اضراب تشهده المملكة في تاريخها وقاده المعلمون على مدار شهر كامل. شهر شهد تطورات دراماتيكية في التعاطي مع هذه الأزمة التي دفع بلا شك ثمنها الطالب وأسرته، فغردت المدارس فرحا بقدوم أفواج من ابنائنا الطلبة ، لتغدوَ الصروح التعليمية عنوانا للفرح في عيون الطلبة الذين قضوا فترة الاضراب وهم في حالة من الترقب والخوف من مصير عامهم الدراسي. ومع إسدال الستار كان هناك منتصرا واحدا، هو الوطن، ليس الحكومة، وليست نقابة المعلمين، فالأزمة بلا شك أفرزت حالة فريدة من الديمقراطية والحضارية في التعامل معها من الطرفين رغم أن بعض "المنغصات" وحالة الشد والرخي والتشاذبات بين الطرفين. الأزمة كان قمة في الرقي وهو أمر لا يختلف عليه اثنان. الأمر الغريب هو ما جسدته الحكومة طيلة فترة الاضراب، حيث كان موقفها متزمتا ومتشددا تجاه عدم تلبية كافة طلبات المعلمين رغم العديد من الحوارات التي جالت في الأرجاء بين الفريق الوزاري وأعضاء نقابة المعلمين، التي هي أيضا رفضت تقديم أي تنازل أو تراجع عن مطالبها، وبعد أن دفع الطالب ثمنا غاليا خسر فيه 30 يوما دراسيا (20 يوما فعليا)، واي تعويض لاحق لن يكون مثاليا أو عادلا بالنسبة له حيث سيعيش ما تبقى من فصله الدراسي تحت ضغط انهاء المنهاج، أو الاضطرار إلى دوام أيام السبت. لا إجابة لدي عن سبب تعنت الحكومة لمدة شهر كامل، لتنتهي بعد ذلك بالاستجابة لطلبات النقابة المتمثلة في الاعتذار والاعتراف بالعلاوة، حيث أقرتها الحكومة أخيرا بالشكل الذي حدده الطرف الأقوى وهو المعلمون. لماذا لم ترحنا حكومة الدكتور عمر الرزاز وترأف بحالة أكثر من مليون ونصف مليون طالب وذويهم، وهي تشاهدهم ابعد ما يكونون عن مقاعدهم الدراسية، ولماذا تخوض حربا وتتشدد بموقفها فيما هي ستنهار في نهاية المطاف وتستسلم وترفع الراية البيضاء. لا شك أننا في منتهى السعادة في أن تنتهي الأزمة بطريقة تعكس فهما عميقا لدى طرفي الصراع الذين غلبوا المصلحة الوطنية العليا على باقي التفاصيل، لكن ما يؤلم حقا هو هدر شهر كامل من حياة الطلبة العلمية، وهدر ملايين كانت بمثابة مصاريف تشغيلية للمدارس وهي خاوية على عروشها من دون روادها الطلبة. اعتقد أن القصة بدأت اليوم، فهي لم تنته مساء أمس، وان ما حدث كان بداية لمرحلة جديدة تحكم العقد الاجتماعي وتعيد تعريف علاقة الفرد بمؤسسته، وعلاقة النقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني بدولتهم، فهذا التعريف يجب أن يعيد ترتيب الأوراق بحيث يحقق الفائدة المرجوة ويخرج بمخرجات تعود بالنفع على المجتمع والمملكة من كافة النواحي. على الحكومة أن تدير معاركها في المرة المقبلة (ونأمل أن لا يكون هناك معارك جديدة) بشكل منطقي أكثر وعقلاني وأن لا تحتكم للعند الذي سيولد خسائر لا نحبذها، كما على النقابة أيضا أن تعمد إلى شحذ همم هيئتها العامة من معلمين بشكل يخلق بيئة صفية مناسبة لتخريج طلبة علم ومعرفة لا طلبة حفظ وتلقين. ننتظر أن نبني على ما فات.


شريط الأخبار الاحتلال يستعد لاجتياح رفح طارق علاء الدين في ذمة الله مجلس الأعيان يناقش اليوم مشروع قانون العفو العام إصابة 3 "إسرائيليين" في عملية إطلاق نار بأريحا الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن "القطة السوداء" "المناطق الحرة": السيارات الكهربائية توفر 200 دينار شهريًا على الأردنيين "الباطون الجاهز" يعقد إجتماعه العمومي ويصادق على بياناته .. تفاصيل الكهرباء الأردنية تعلن عن توزيع أرباحاً نقدية بنسبة 17% 21 مليارديراً يعيشون في دبي.. في المركز الـ28 عالمياً وفيات الأردن اليوم الخميس 28/3/2024 المقاومة تجهز على جندي "إسرائيلي".. وارتفاع حصيلة قتلاهم في غزة حادث دهس يودي بحياة خمسيني في البادية الشمالية إصابتان بحريق مستودع ومشغل خضار في البلقاء أجواء ربيعية نهارًا وباردة ليلًا... حالة الطقس ليوم الخميس محافظ العاصمة يوقف 13 مشاركًا في اعتصامات قرب سفارة الاحتلال في عمان أردنيون يتظاهرون في محيط سفارة الاحتلال بالعاصمة عمان - فيديو مشاجرة جديدة في شفا بدران تخلف إصابتين وتواجد أمني كثيف اصابة 3 أشخاص اثر حادث تصادم بين مركبتين في إربد الملك يؤكد أن الأردن تجاوز ظروفا ومراحل صعبة بهمة شعبه السجن 10 سنوات لمختلسَيْن أحدهما عربي في قضية كوبونات المحروقات بوزارة الشباب