ھناك إعتقاد ّ أن الصوت العالي، الأقرب إلى الصراخ، في المقابلات الحواریة للتلفزیونات الأردنیة، سیصل أسرع إلى
قلب وعقل المشاھد، وفي حقیقة الأمر ّ فإن ما یجري مع البرامج الرئیسیة، صار مجرد تنافس بین المذیع والمتحاورین
!على: من یملك الصوت الأعلى
تكون القضیة ّ مھمة، ونحاول أن نتابع للفھم، ّ ولكن ما صار یجري أمامنا لیس أكثر من فوضى صوتیة مزعجة،
یتداخل فیھا صراخ «المتحاورین»، فیضیع السؤال بین ّ الصح والغلط، لیسارع المشاھد إلى «الریموت كونترول»
!فیھرب من القنوات الحواریة كلّھا، بحثاً عن قلیل من الھدوء، ولو كان على شكل مسلسل تركي
نتابع الشاشات الغربیة، والكثیر من العربیة المحترفة، فنشاھد احترام الدور وعدم المقاطعة وانتظار إشارة المذیع
ھ یجري عندنا، فیبدو المذیع بعد دقائق
للإجابة، والتوقّف عن الكلام مع إشارة أخرى من المذیع، ّ ولكن عكس ھذا كلّ
قلیلة من بدء «الحوار» وكأنّھ َ ح َكم في لقاء ملاكمة، ولن ننسى ّ أن كثیراً من «الحوارات» انتھى بتراشق عبوات المیاه،
!أو الاشتباك بالأیدي
حین تأسست قناة «الجزیرة» ّ خططت لبرنامج على غرار «cross fire «على الـ«سي ان ان»، وجاءت بـ«الاتجاه
المعاكس» الذي لم یأخذ من الأصل سوى الإسم، ّ وتحول بـ«شطارة المذیع» إلى ساحة إشتباك مباشر، أغرت المشاھد
! ّ العربي بالمتابعة لمجرد الإثارة لا أكثر ولا أقل ّ ، وللأسف فقد تم تعمیم ذلك على الشاشات الأخرى
ّ نتوجھ بالنصیحة إلى مدراء المحطات والمذیعین والمتحاورین ّ بأن ھذه الفوضى لا تجلب مشاھدین، بل تبعدھم، فھي
أقرب ما تكون إلى زوامیر السیارات المزعجة التي یحاسب علیھا القانون، ولیكن ّ التصرف بحزم مع المزعجین،
!الفوضویین، الصارخین في الھواء، وللحدیث بقیة
صراخ.. «على الهواء مباشرة»!
أخبار البلد - اخبار البلد-