عندما التقى جلالة الملك مع الحكومة ركز جلالتھ على موضوع متابعة مخرجات مؤتمر لندن للمانحین وكان ھناك استغراب غیر مبرر لماذا تطرق جلالة
الملك الى ھذا الموضوع الھام رغم مرور فترة لا یستھان بھا منذ انعقاد المؤتمر الى الآن لكن السؤال الأھم ھو عن متابعة مخرجات ذلك المؤتمر والذي كان
للأردن فیھ دور استثنائي وذلك من خلال مبادرة جلالة الملك الى المؤتمر والتي تمحورت حول المنح التنمویة المباشرة من قبل الدول المجتمعة من خلال
تطبیق مفھوم التنمیة المحلیة المستدامة للاجئین السوریین في أماكن وجودھم أي اعتماد صیغة المشاریع ?لتشغیلیة لھؤلاء اللاجئین والتي لا یجب ان تقتصر
باي شكل على المساعدات المادیة المباشرة ولكن من خلال توظیف تلك الرسامیل والمنح للوصول الى استدامة المشاریع للاستفادة منھا من قبل دول اللجوء
والتي تطمح بعد عودة اللاجئین الى دیارھم بالاستفادة من ھذه المشاریع وتشغیل أبنائھا ومواطنیھا تلك المبادرة لقیت استحسانا لدى كل الدول المانحة واعتمد
.كأسلوب فعال في معالجة عبء اللجوء السوري على دول الجوار والتخلص من الثغرات التي ممكن ان یتسرب من خلالھا الفساد
مباردة جلالة الملك لم تقتصر فقط على اللجوء السوري ولكنھا ارتقت الى مستوى معالجة كل مشاكل اللجوء على مستوى دولي من الكوارث الطبیعیة مرورا
بالصراعات السیاسیة وصولا الى اللجوء الإنساني فقد كرر جلالة الملك في لقاءاتھ وخطاباتھ بإیعازه الى الحكومة بان على الحكومة ان تباشر في بناء قاعدة
.مصرفیة ومالیة توظف ھذه الرسامیل الإنمائیة لممارسة الضغط على الدول المانحة للاستجابة لتعھداتھا
إن جوھر تركیز جلالة الملك على ھذا الجانب كان یتمحور حول تغییب نتائج مؤتمر لندن من أولویات الحكومة رغم ان التجربة الأولیة لھذا التوجھ الإنمائي
قد ساعد في الحفاظ على كرامة اللاجئین والاستفادة من طاقاتھم وقدراتھم وامكاناتھم وتوظیفھا من اجل رفع مستوى دخولھم ورفع مستوى مساھمتھم في
العملیة الإنمائیة للدول الحاضنة ونعني ھنا دول الجوار، لن نتطرق ھنا للسلبیات التي انعكست على اللاجئین السوریین عندما لم تخضع ھذه العملیة
.لمراجعات دقیقة والأخذ بعین الاعتبار نجاح التجربة الأردنیة في ھذا المجال
إذن حرص جلالة الملك في التذكیر بإعادة الاعتبار لمخرجات لندن للمانحین لا یقتصر فقط على بعده التنموي المحلي وانما تطویر مبادرة المملكة الى مبادرة
.إنسانیة دولیة تحد من الاثار الاقتصادیة والسیاسیة والاجتماعیة لموضوع اللجوء
ھذا بالضبط ما أراد جلالة الملك ان ینوه لھ بشكل غیر مباشر فقد تعاملت دول العالم مع المبادرات الملكیة الدولیة العدیدة بشكل إیجابي یعبر عن قدرة المبادرة
والمبادأة التي یتمتع بھا جلالة الملك والذي اعتبر ان تبني العالم لمبادراتھ واطاره الدولي لم یلق انعكاسا مباشرا في الأداء الحكومي المحلي وتجربة أسبوع
.الوئام ما زالت حاضرة في الاذھان
فالتأخر بمتابعة مخرجات مؤتمر لندن یجعل الدول المانحة تبتعد ابتعادا كلیا عن التزاماتھا وذلك لعدم المتابعة من قبل الحكومات في دول الطوق لمخرجات
.وقرارات ھذا المؤتمر الدولي الھام
مخرجات مؤتمر لندن والرؤيا الملكية
أخبار البلد - اخبار البلد-