!«ما في مجاملة»
أخبار البلد - ..
كالعادة، فلا بدّ من ّ تدخل ملكي یحسم جدلاً لا لزوم لھ، فالأعمى یرى ّ أن أسعار الأدویة
عندنا لیس مبالغاً بھا فحسب، بل ھي تنھش في جیوبنا وأجسادنا، ولا داعي لذكر أمثلة
كتركیا ومصر ولبنان وغیرھا، ّ ومجرد البحث عن دواء عبر الانترنت، نعرف الفارق
.الذي یشبھ المستحیل بین السعر الأصلي، وذلك الذي یباع بھ للمواطن الأردني
الأمر صار أشبھ بالنكتة في مجتمعنا، وحین یشعر المواطن الذي یبتاع مادة من ّ محل خضروات بارتفاع سعرھا،
یُسارع إلى القول لصاحب المكان :«شو انت فاتح صیدلیة؟»، ویستخدم الملك الكلام ّ العامي معبّراً عن العامة من
ّ بصحة وجیب الأردنیین
.الناس:«ما في مجاملة»، وھذا یعني بالضرورة: كفى لعباً
الدواء مرادف للغذاء، وھذا ما استشعره التشریع الأردني حین ربط الإثنین بمؤسسة واحدة، ومن الدواء ّ تتفرع أمور
كثیرة لیس ّ أولھا أسعار المستشفیات الباھظة التي تتجاوز فنادق السبعة نجوم، ولیس آخرھا شركات التأمین التي باتت
ّ تتحسب من ّ أي اتصال لشراء دواء معیّن، وما بین ھذا وذاك ما یتقاضاه الأطباء من مقابل یجعل ّ مجرد التفكیر بزیارة
.طبیب معضلة
نحن نتحدّث ھنا عن منظومة كاملة تعني الجمیع، ولا بدّ من إعادة النظر فیھا كلّھا، ولیس من قبیل الصدف أن یُطلق
الناس والاعلام لقب «مافیا الدواء» على الحالة الاحتكاریة لھذه السلعة التي لا یستغني عنھا مواطن، وفي البال الكثیر
.من الأمثلة التي رحل فیھا عن الدنیا أناس لم یستطیعوا شراء إبرة أو دواء
ّ التدخل الملكي جاء في وقتھ المناسب، ونتمنى أن یكون التنفیذ نزیھاً وحاسماً وحازماً، ویبقى ّ أن ھناك ما یُ ّسمى
ّ تحتل ّ كل
بالمكملات الطبیة والغذائیة التي لا ّ تمر على تسعیرة نقابلة الصیادلة، وتمتلئ بھا الصیدلیات التي ھي أصلاً
!شوارعنا، ولا بدّ من تنظیمھا لضرورتھا والعمل على وضع تسعیرة عادلة لھا، وللحدیث بقیة
طباعة مع التعلیقات طباعة
باسم سكجھا