يستغرق أقصى إنشغال، وتسليط أقوى الأضواء، والاستحواذ على أعلى اهتمام، بأي موضوع محلي، على منصات التواصل الاجتماعي، بضعة أيام، ثم يحل غيره محله، فيستأثر بالاهتمام، ليحل محله ثالث فرابع فخامس ... إلخ.
فعلى سبيل المثال «ولع النت» لعدة أيام في موضوع الارتفاع الفاحش في أسعار عدد من الأدوية، الذي يرقى إلى مستوى السلب والنهب، ثم ناس وخفت ولحقه الإعتام شبه التام.
وطفا على وجه النت لمدة يومين، موضوع الكاتب الصحافي الأستاذ عمر كلاب، ثم تراجع الموضوع وانطفأ.
و»ولع النت» ثلاثة أيام في موضوع اعتقال السيدة هند الفايز. ثم دفعه إلى الخلف، موضوع الدكتورة روان سامي، التي تعرضت للضرب في مستشفى الأمير حمزة، فاحتل موضوعها الاهتمام لمدة يومين ثم ها هو ليس على السطح.
فقد حلت محله لسويعات، القرقعة التي أحدثها «بيان ابناء المخيمات» الولادي المفبرك، الذي تراجع وانفثأ، وسط يقين، أن من صاغه هي الأصابع «غير الخافية» التي تستهدف الأردن وتحاول نهش استقراره بالتزييف والتأليف.
تراجع ايضا، كما هو معتاد، موضوع البيان المسخرة، لصالح موضوع المرحوم، طالب السنة الجامعية الثانية، عمار محمد الهندي، الذي توفي بسبب تسمم الدم، في مستشفى خاص بعمان.
هكذا هو النت، مفرمة لا تبقي ولا تذر. موضوعات واحداث كثيرة لا تحصى، تطفو على سطحه، لا تلبث الا قليلا، ثم تخفت بسرعة الضوء، بلا تعمق أو تحليل أو تقصٍّ او توقف عند أي حدث مهما كانت حدته أو جدته.
اتخن موضوع على النت، يصبح مادة أرشيفية خلال يومين أو ثلاثة.
النت رمال وكثبان متحركة، تسفي ولا تشفي. عناوين لاهثة متلاحقة، تجعل الرأي العام متوترا ويقظا وواقفا على رؤوس أصابعه في كثير من الحالات.
يطغى الحدث المحلي على ضآلته، على أكبر الموضوعات وأخطرها. فالإقليم ملتهب وطبول الحرب تصم الآذان ومع هذا لا نتوقف عندها كما نتوقف عند حدث محلي بسيط.
و»الحوادث» على النت، أهم من «الأحداث» !!
فحادثة الاعتداء على الطبيبة روان سامي، حصلت على اهتمام أعلى بما لا يقاس، من حدث سياسي محلي كإعلان الجبهة الوطنية للتغيير، التي أطلقها دولة أحمد عبيدات، «بتغيب» دولة طاهر المصري و»بتغييب» أحزاب الإخوان المسلمين وحشد والبعث والشيوعي يوم امس الأول.
أتخن موضوع على «النت» يستمر يومين !!
أخبار البلد -