تتلمذ طارق مصاروة على عمالقة العصرين الأردني والعربي الزاهيين:
الشهداء هزاع المجالي ووصفي التل وانطون سعادة.
وعلى صلاح أبو زيد وغسان تويني-النهار ورفيق خوري-الأنوار وإحسان عبد القدوس-روز اليوسف.
وشرب طارق من نبع الملك الحسين، نبع الحكمة والصلابة والمجالدة، حتى ارتوى.
وعمل مع عمالقة الصحافة والكتابة والإعلام الأردنيين: جمعة حماد وسليمان عرار ومحمود الكايد ومحمود الشريف وكامل الشريف وابراهيم سكجها وحسن التل وعدنان الصباح وابراهيم ابو ناب وعبد الرحيم عمر وعرفات حجازي وامين أبو الشعر وراكان المجالي وفهد الفانك وخالد الكركي وفهد الريماوي ومحمد كعوش وحسني عايش ومحمود الريماوي وخالد محادين وبدر عبد الحق وفخري قعوار ونصوح المجالي وجورج حداد وحيدر محمود وطاهر العدوان وسليمان خير الله ونقولا حنا وسليمان المشيني.
يمثل طارق مصاروة في الكتابة، مدرسة الفكرة العميقة المصاغة بمفردات سهلة، على العكس من مدرسة الفكرة الضحلة المصاغة بالمفردات المدوية القنبلية ذات القرقعة والفرقعة.
كتب طارق بحيوية وبجدة لمدة 60 عاما دون توقف. كان يغرف من بحر حينا و ينحت في صخر حينا، آخر ليقدم لنا وجبة اردنية صباحية متجددة.
حمل طارق راية الوطن وخاض آلاف المعارك في الإذاعة والصحافة والثقافة والأغنية، منذ نهاية خمسينات القرن الماضي الى ان دهمه المرض الذي حجبه عن لهفتنا وعن نافذتنا التي نطل منها على الحكمة والتجربة والفن الصحافي الرفيع.
طارق مصاروة مقطع عرضي من تاريخ الأردن الذي يمشي على الارض. هو شاهد على العطر والعصر الأردني الذي يترقرق ويتدفق في روافد الامة نحو قدرها المحتوم: الوحدة.
جرّد ابن مادبا المجالد الرقيق الرهيف، قلمه، فكتب في الشهداء مقالات - قصائد - سبائك، انصفت الملك عبدالله الأول وهزاع المجالي ووصفي التل وصايل الشهوان وفراس العجلوني وموفق السلطي ومنصور كريشان وفرحان محمد الحسبان وصالح شفيق صلاح وميشيل النمري، الى آخر موكب الصف الأول الطويل الطويل من شهداء هذا الحمى العربي الجميل.
انحبس طارق كما هي العادة السياسية الطبيعية لشباب الخمسينات والستينات والسبعينات. وظلت تجربته العميقة الطويلة حبيسة قلبه، فقد عاصر الشهيد وصفي التل وعمل معه. تقول نبيلة مصاروة رفيقة دربه الزوجة العظيمة التي تفانت وكرست عمرها لخدمته: «وصفي عايش معنا في البيت، فمن يوم ما تزوجت طارق وهو لا يتوقف عن ذكره والترحم عليه".
طارق من «ريحة» وصفي، يخلع نعليه كلما زار ضريح الشهيد وصفي، حيث يقف في مناجاة صوفية عميقة مع المعلم الاكبر.
كل الاحباب في انتظارك في عليين يا أبا علي، يرحمك الله.