خاضت الحركة الاسلامية الاردنية في الآونة الاخيرة ثلاثة انتخابات ثقيلة، ومن خلال قراءة عميقة للنتائج نكتشف انهم لاعب رئيس، رقم صعب.
في انتخابات المعلمين، حصلوا على اكثر من 40 بالمائة من الاصوات المجردة، وفي الجامعة الاردنية تمكنت كتلتهم من الفوز بـ35 بالمائة، اما في الاطباء، فكانت النتيجة اكبر من ذلك.
المعلمون والجامعة الاردنية، عينة ممثلة عن المجتمع الاردني، او قل عينة صادقة، بالتالي تقول الانتخابات: ان المحضن الاجتماعي للحركة الاسلامية عاد للتوسع والاستقرار كما كان في احسن الاوقات.
طبعا الانتخابات التي انجزت جرت في ظروف ومعطيات يجب فهمها، فالطرف المنافس للاخوان كان الدولة، بكل طاقاتها الجاذبة والطاردة معا.
لا يوجد طرف سياسي آخر في الميدان، حتى اليسار، اصبح متفرجا، لا يملك التدافع، لكنه في ساعات النتائج يشجع خسارة الاسلاميين، ويتوهم تراجعهم.
حدثت اخطاء في انتخابات نقابة الاطباء، تكتيكية، من نوع عدم التحالف مع الدكتور علي العبوس، لكن في النهاية، لعبة الحجوم اثبتت ان الاسلاميين يسيرون نحو الافضل.
كلمة «تراجع الاسلاميين» غير محقة، وفيها حمولة النكاية السياسية، فالارقام تثبت ان الاسلاميين يستعيدون قواعدهم، والمنافس «الدولة» يثبت بوجوده كطرف ان ثمة ضغوطا تمارس على ارقام النتائج.
في انتخابات عام 1989 البرلمانية، فازت الحركة الاسلامية بـ30 بالمائة من مقاعد المجلس، وفي حينه قيل ان الاسلاميين في ازهى اوقاتهم.
اليوم، الارقام تتفوق على ما كان مع اختلاف السياقات، فرغم انحسار الحركة اقليميا، واستهدافها محليا، ورغم التضييق والتكسير في السنوات الاخيرة وخلافات الداخل، الا ان النتائج في صعود عامودي ملحوظ.
انا شخصيا، لا ارقب المكاسرة والمغالبة في الانتخابات الاردنية على تنوعها التشريعي والنقابي والطلابي، بل اراقب الارقام المجردة التي تؤشر بوضوح على حجم المحاضن وحقيقة توجهاتها.
من هنا، اكاد اجزم، ان الحركة الاسلامية، لم تتراجع، بل هي في حالة صعود متوازن، وهذا كلام لا علاقة له بالسياسة او العواطف، لكنه مسنود بأرقام وعينات ممثلة لاحظناها في انتخابات الاردنية والمعلمين