احتجاجات-(السترات-الصفراء)-على-فرنسا-معولمة

احتجاجات(الستراتالصفراء)علىفرنسامعولمة
أخبار البلد -   لم یدر بخلد أحد أن احتجاجات نشطاء «السترات الصفراء» التي بدأت عشیة سبت 17 نوفمبر الماضي ضد سیاسة الرئیس الفرنسي إیمانویل ماكرون سوف تتوسع وتمتد وتتجاوز مطالبھا التراجع عن قرار رفع أسعار الوقود الذي تراجعت عنھ حكومة ماكرون فعلا، فنجاح المتظاھرین أفضى إلى نشر أكثر من ٤٠ مطلبا، وجب على الحكومة تنفیذھھ لتتوقف الاحتجاجات، وتتمحور المطالبات حول ثیمة الإقصاء والتھمیش ودینامیة العولمة المتوحشة، وصلت بعض المطالب حد المطالبة بخروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي وبلغ مداھا المطالبة بإقالة الرئیس الفرنسي ماكرون، الذي حملوه .مسؤولیة التوتر الذي یسود البلاد بسبب سیاساتھ المعولمة یعكس نشطاء «السترات الصفراء» نمطا من الحركات الاجتماعیة اللامؤسساتیة التي برزت مع دینامیكیة العولمة مع الثورة في حقل الاتصال وشبكات التواصل، فتحت رمزیة السترة الصفراء والمعدَّة ً أصلا لتنبیھ السائقین إلى من یلبسھا تحت ظلمة اللیل، خرج المحتجون من كل الضواحي، كتنبیھ فاقع ضد وحش العولمة، ومنذ بدایة الاحتجاجات ضد سیاسة ماكرون رفض النشطاء أن یتحدث ھذا الشخص أو .ذاك باسمھم ومع احتداد المظاھرات الاحتجاجیة التي تجري كل یوم سبت في باریس ومختلف مدن فرنسا الأخرى خلقت مظاھرات السترات الصفراء الحدث في باریس حین خرجت جحافل المحتجین فملأت طول شارع الشانزلیزیھ، متقدمة نحو القصر الجمھوري، منادیة برحیل ماكرون، حیث بلغ عددھا في أول سبت 8000 متظاھر، بینما كان عدد رجال الشرطة یقلھم بقلیلـ وسرعان ما أخذت الاحتجاجات طابعا عنیفا حیث جرت صدامات بین رجال الأمن والمحتجین، في مواجھات دامیة استعمل فیھا الطوب والعصي والقنابل المسیلة للدموع، وخلفت جرحى .من كلا الجانبین الحركة الاحتجاجیة لم تتوقف كما كانت تأمل حكومة ماكرون، بل امتدت وتوسعت وبدأت مفاعیل «الدومینو» تتجاوز حدود فرنسا إلى دول الاتحاد الأوروبي،فاحتجاجات «السترات الصفراء» انتقلت إلى بلجیكا وھولندا، حیث خرج المئات في بلجیكا مرتدین «سترات صفراء» تأسیا بالحركة الشعبیة في فرنسا وقطع المتظاھرون الطریق السریع الواصل بین فرنسا وبلجیكا، وانتقلت الحركة الاحتجاجیة .أیضا إلى ھولندا في رابع سبت ٨ دیسمبر الماضي أعلن وزیر الداخلیة الفرنسي، كریستوف كاستانیر مساء عن مشاركة 125 ألف متظاھر من السترات الصفراء في عموم فرنسا، من بینھم 10 آلاف متظاھر في باریس، وامتدح الوزیر كاستانیر إنجاز قوات الأمن التي كانت في حدود 120 ألف شخص، إذ أضیف إلیھا رجال الإطفاء والإسعاف، وكشف كستانیر الأحد 9 دیسمبر الماضب، أن عدد الموقوفین خلال احتجاجات «السترات الصفراء» في البلاد ، بلغ 1726 شخصا، في حین تم وضع 1220 منھم قید الاحتجاز، وقد أدت الاشتباكات إلى جرح 118 ً شخصا من المتظاھرین، «لا تدعو جروحھم للقلق الشدید»، كما جرى في یوم السبت الماضي، بالإضافة إلى 17 من رجال الشرطة، وقد علقت ناتاشا بولوني، الصحفیة الفرنسیة المعروفة، على الأمر قائلة: «كان من المفزع مشاھدة رجال الشرطة یطاردون المحتجین من أماكن دون تأمینھا، لیعود إلیھا ھؤلاء من الممرات المجانبة للشارع». مبینة أن ھذا ما خلف مزیدًا من العنف والصدامات، التي دامت طول  .الیوم تعبر احتجاجات السترات الصفراء عن عمق ھشاشة الوضع في فرنسا الھامش، أي مجمل فرنسا خارج المتروبولات الكبرى، وھو وضع یؤسس لصیغة جدیدة من التناقض الطبقي القائم بالبلاد، والذي یقسمھا إلى فئتین متصارعتین، حیث یصف كریستوف جیلیي، السوسیولوجي والجغرافي الفرنسي، حالة الھوامش الحضریة في بلاده، على أنھا المجال الجغرافي الذي تندر فیھ فرص الشغل، والذي یعرف النسبة الأكبر من البطالة، وكذا المحروم من اھتمام الحكومة رغم أنھ یشكل نسبة 60 %من السكان، الذین یشكلون غالبیة الكتلة الناخبة في البلاد، فالوضعیة الھامشیة في فرنسا حسب سفیان البالي في مقالھ «انتفاضة السترات الصفراء الھامش في مواجھة فرنسا المعولمة» لا تقتصر على سكان القرى النائیة فقط، بل تشمل سكان ضواحي المراكز الحضاریة الكبیرة، الذي یشكلون طبقة اجتماعیة جدیدة، تجمع الفلاحین والعمال، العاطلین والمیاومین، الشباب والمتقاعدین، كنتاج للسیاسات التي انتھجتھا الدولة الفرنسیة، والتي ركزت اھتمامھا التنموي على المراكز الكبرى، مخلفة فئات محرومة على الھامش. إذ یضیف جیلیي: «إن سیاسة العولمة الاقتصادیة، والتي انتھجتھا الحكومات المتعاقبة على حكم فرنسا من ثلاثین ً عاما، كانت ً دائما في خدمة نخبة المتروبولات الكبرى، ھؤلاء الذین ھم في معزل .«عن الحرمان الاقتصادي والبطالة، لكن البلد لا یتلخص فیھم، بل ھم أقلیة في مقابل الفئة الثانیة یجسد الرئیس ماكرون نسخة عولمیة بائسة حسب ا أووین جون في مقال نشر في صحیفة «الغاردیان البریطانیة» في إبریل الماضي بعنوان «قناع الوسطیة الزائف لماكرون نسخة بائسة من مارغریت تاتشر» مستشھدًا بمواقفھ الیمینیة تجاه اللاجئین والضرائب والتفاوتات الاقتصادیة، فھو یخفض الضرائب على الأثریاء، ویھاجم حقوق العمال ویُظھر اللاجئین على أنھم شیاطین، وقد غرد ماكرون آنذاك على موقع تویتر ُ متبعًا نھج دونالد ترامب، واصفًا العمال ُ المحتجین على فقد وظائفھم بأنھم « ُمتكاسلون» و»لا یفعلون شیئًا»، إذ یعید ماكرون توزیع الثروة على من یملكون الكثیر منھا بالفعل، بینما یعتدي على حقوق العمال والنموذج الاجتماعي الذي حققتھ فرنسا بشق الأنفس. وقد منحت تغییراتھ الضریبیة المئات من الأسر الأكثر ً ثراء، أكثر من نصف ملیون یورو سنویًا: إذ استحوذت الشریحة الأغنى في البلاد التي .تصل نسبتھا إلى 1 %على 44 %من الإعفاءات الضریبیة الجدیدة في حدیث مطول لأسبوعیة «لوبوان» الفرنسیة، في یولیو 2017 كشف الرئیس الفرنسي إیمانویل ماكرون عن الخطوط العریضة المتعلقة بسیاساتھ التي وعد بتطبیقھا عندما یصل للسلطة. فقال ماكرون إنھ «یتبنى خطاب الحقیقة والبراغماتیة» لمخاطبة زعماء العالم، كما تطرق لموضوع مكافحة الإرھاب كأھمیة قصوى في سلم أولویاتھ، والإصلاحات الاقتصادیة التي یعتزم إجراءھا على كافة الأصعدة، وبحسب بیان للإلیزیھ ثمة ثلاثة محاور كبرى: «الإصلاحات الھیكلیة التي تمت مباشرتھا (قانون العمل ونظام التقاعد ومساعدات البطالة)، والخیارات بالنسبة للمیزانیة من أجل ترمیم قدرة فرنسا الاستثماریة، واستعراض خارطة العمل لكل من الوزارات خلال الولایة الرئاسیة» وكان ماكرون قد تحدث عن المحاور الثلاثة الرئیسیة التي ستقوم علیھا الدبلوماسیة خلال عھده وھي: «الأمن، الاستقلال، ونفوذ فرنسا في .الخارج»، كما قال إن محاربة «إرھاب الجماعات الإسلامیة المتطرفة» ستكون أولویة ھذه الدبلوماسیة لا جدال أن احتجاجات «السترات الصفراء» تعبر عن دینامیة لمواجھة دینامیكیة العولمة، فحسب محمد البورقادي في مقالھ «العولمة كسیرورة إنتاج لسیاسات الطرد والإقصاء الاجتماعي»، فإن العولمة في عصرنا الحدیث بقدر ما ساھمت في تعبید الحیاة وتطویعھا لتخدم الصالح العام ، بقدر ما أدت إلى تعولم الفقر والعنف وتدویل الظلم والقھر على العالم، فھي سیرورة لكنھا سیرورة ملیئة بالتناقضات والمفارقات حیث أنھا انحیازیة تخدم مصالح الطبقات العلیا وبالأخص الجھات ِ المستعمرة على حساب استنزاف ثروات البلدان النامیةـ وعبر فتح المجال واسعا أمام حركات التدفق والتبادل العالمیة بواسطة تحریر الاقتصاد والتنافسیة على مستوى العالم لن یستفید من ھذا التحریر إلا ما یعرف بالمتروبولات بتعبیر بییر ڤیلز، وھاتھ المتروبولات ھي عبارة عن شبكة عالمیة من المدن ذات مستوى عال من التضامنات المحلیة تستحوذ على جل رؤوس الأموال والإستثمارات والخدمات بما یتیح لھا إمكانیة أكبر لتوسیع أسواقھا وبالتالي تركیز ھیمنتھا وقوتھا وقیادتھا على مستوى العالم ، تلك المتروبولات ھي بمثابة أرخبیل میكالوبولیتاري یحوز على أكبر نسب الإنتاج واحتكارات الربح العالمیة وینتج تبعا لذلك نوع من اللاتكافئات بینھ «عن طریق شبكاتھ الاتصالیة»، وبین المدن الأخرى التي تفتقر وتھمش نتیجة .لضعف احتكاراتھا وقلة فرص استقطابھا للخدمات ولرؤوس الأموال قد تنتھي احتجاجات «السترات الصفراء»، لكنھا طرحت رمزیا وواقعیا سؤال الھوامش في سیاق العولمة، وھي تبعث تنبیھا قویا واضحا باللون ا»لأصفر» قد یتحول إلى «الأحمر» یتناسب مع عنف العولمة، فقد كان للعولمة أثر كبیر في سیرورة التحضر التي تعرفھا المجالات الترابیة على مستوى العالم والتي بقدر اندماجھا في العولمة بقدر تحضرھا وفي ھذا السیاق تجیب ساسكیا ساسین عن فرضیة بناء ھذا التحضر على مستوى المدن بما یعرف بالفصل المجالي، وھو نوع من التقسیم الاجتماعي للمجال. ھذا التقسیم یتجلى في ظاھرتین متوازیتین ھما البرجزة الحضریة والتثنیة الحضریة، فالأولى تتواجد بكثرة في المدن الكبرى وھي مرتبطة اقتصادیا بارتفاع طبقة على حساب طبقة أخرى، ذلك أن الفئات الاجتماعیة ذوي الدخل المرتفع تحتل مراكز المدن وتطرد منھا الفئات الأقل دخلا، أما الظاھرة الثانیة، فتتمثل في احتكار الطبقة العلیا للمباني ذات القیمة العالیة بما یضطر الفئات الھشة إلى قصد الھوامش المدینیة، وبالموازاة مع ظاھرة البرجزة ھناك كذلك ظاھرة التھمیش الحضري الذي یتجلى في طرد الطبقات الشعبیة من مراكز المدن وتجمیعھا في الضواحي، بینما أصحاب الدخول المرتفعة یتمركزون وسط المدینة. فالعولمة ساھمت بحسبھا عن طریق سیاساتھا المدینیة في إقصاء وطرد الطبقات الفقیرة وحرمانھم من ثروات المجتمع وذلك جاء نتاج التحولات الراھنة للرأسمالیة التي بقدر ما ساھمت في إثراء فئة بعینھا بقدر ما أدت إلى .القضاء على فئات أخرى بناء على ذلك یجب أن تضع كل دولة الخطط الكفیلة بإدارة الدخول في العولمة، لإحداث نوع من المساواة الاجتماعیة من جانب، وحتى لا ینھار اقتصادھا من جانب آخر. ولا ریب في أن انسحاب الدولة بكل خصائصھا، التوزیعیة، والحمائیة، والرفاھیة، والحارسة، والعنایة في المجتمع الحدیث أدى إلى بروز القطاعات اللارسمیة. إن نظام العولمة الإنحیازي أسھم بكثیر في خلخلة النسیج الاجتماعي وأعاد إنتاج النسق الاجتماعي التي تھدف إلى نشر قیم اللیبرالیة الجدیدة ، وھذه العولمة التي بقدر ما أدت إلى نماء الرسامیل المادیة والرمزیة عند الفئة .النخبویة، بقدر ما عمقت التفاوتات الاجتماعیة للفئات الفقیرة مما أسھم في إنتاج مختلف التوترات داخل النسق الاجتماعي العالمي
 
شريط الأخبار رياح نشطة ظهرًا مع بقاء درجات الحرارة دافئة... حالة الطقس ليوم الخميس قائد أركان الاحتلال “يطالب” بضم الجميع للجيش فيديو أهالي غزة على شاطئ البحر “يستفز” بن غفير.. دعا لحل مجلس حرب الاحتلال! طلبة “كولومبيا الأمريكية” يعتصمون تنديداً بجرائم الاحتلال..نصبوا 60 خيمة بالحرم الجامعي (فيديو) توقعات بوصول سعر غرام الذهب في الأردن إلى 55 دينارًا حملة لإنارة المقابر في إربد لهذا السبب العثور على شاب مشنوقًا أمام منزلة في لواء الأغوار الشمالية وزير إسرائيلي: لم أعد أعتمد على الجيش بعد 7 أكتوبر أغرب من الخيال.. برازيلية تصطحب جثة عمها إلى البنك ليوقع لها على قرض! (فيديو) قذيفة إسرائيلية واحدة تقضي على 5 آلاف من أجنة أطفال الأنابيب في غزة المواصفات تتحقق من 3750 منتجاً في 1250 منشأة خلال رمضان والعيد نشاط ملحوظ لطائرات سلاح الجو الملكي خلال هذه الفترة التنمية الاجتماعية: واحد من كل أربعة متسولين يعاد ضبطه في الأردن الضمان: الإعلان عن الزيادة السنوية على الرواتب التقاعدية الشهر المقبل الملك والعاهل البحريني يؤكدان ضرورة إدامة التنسيق العربي أزمة معتقلي الرأي تتفاعل.. منظمة العفو الدولية والأحزاب اليسارية تصدر بيانات للإفراج عنهم والأهالي"ذنب أولادنا أنهم ناصروا غزة" الفلاحات بعد قرار حل حزب الشراكة والانقاذ: سنقوم بتأسيس حزب جديد.. وبدأنا بجمع تواقيع لتأسيسه مطاعم زهور الشفا يحول تلاع العلي إلى "باربيكيو" ومخاوف من سقوط "الشقف والكباب" 18 إصابة من بينها حالات حرجة نتيجة هجوم مسيّرات لحزب الله على مقر قيادة إسرائيلي رئيس الوزراء يحذر: لن نسمح بهذا