مطاعيم
أخبار البلد - كيف تعرف الأردني من غيره ؟ ..الأمر سهل جدا ..وأنا أود أن أتوجه
بالشكر الجزيل لوزارة التربية والتعليم ، ووزارة الصحة ...كون
هذه الوزارات وسمتنا بدمغة ، ستبقى معنا حتى الوفاة .
الأسبوع الماضي كنت في البحر الميت، وعلى شاطئ أحد
الفنادق تقاطر العشرات من الناس للسباحة، وكان سهلا علي
أن أميز الأردني عن العربي أو الأجنبي ..والسبب بسيط أن اثار المطعوم الذي تلقيناه، في
طفولتنا أثناء خدمتنا في المدارس الإبتدائية، قد ترك أثرا على الكتف أشبه
(بالدمغة)...نحن الشعب الوحيد الذي قررت وزارة الصحة، بالتعاون مع وزارة التربية (دمغنا)
في الكتف ..حتى يتم التعرف علينا بين الأمم .
أنا لا اعرف هل هذه الدمغة، أو اثار الإبرة التي تلقيناها في الطفولة أمر صحي، مع أنني
دققت في أكتاف الألمان والسويديين ولم أجد، حتى الطب لم يقدم لي تفسيرا عن
سببها ..لكن على ما يبدو فإن وزارة الصحة، كانت تبحث في الغالب عن المطاعيم
الرخيصة، ناهيك عن أن الممرض الذي جاء مدرستنا في الطفولة ..كان بإمكانه أن يعطينا
إياها في الفخذ..في القدم ، لا أعرف لماذا اختار الكتف .
حين أقف على المرايا في منزلي وأشاهدها، أحس أن أحدهم أطفأ سيجارته في كتفي ، أو
أن أحدهم ...رمى فحم الأرجيلة عليه منذ عشرين عاما وأنا أسأل نفسي، هل كان من الممكن تجاوز القصة ؟ ..هل كان من
الممكن أن تحصل على مطعوم من دون دمغة؟ ...
لا أعرف حقيقة ..السبب، ولكننا شعب لم يعد يحتاج أن يبرز جواز سفره في المطارات،
فقط عليه أن يرفع عن كتفه ..ويبرز (الدمغة) ..
المشكلة أن القصة ما زالت مستمرة في المدارس الحكومية، ولم يسأل أحد لا على
الصعيد الطبي ..ولا على الصعيد الأسري لماذا مطاعيم وزارة الصحة تترك أثرها في
أجسامنا حتى الوفاة ؟...
أنا لا أعرف شخصيا، ولا أظن أن أحدا طرق هذا السؤال غيري أو سيطرقه مستقبلا.