كانت تنتظر أيام العيد على أحر من الجمر، ذلك أنها فرصتها لـ"تنويس" الملفات التي أصدرت الكثير من الضوضاء خلال الفترة الماضية، صحيح أنها لم تكن ضوضاء ملوثة للبيئة، لكنها تبقى ضوضاء مزعجة وربما مكلفة للبعض.
أمس حضرنا للجريدة كالعادة لإعداد عدد الصحيفة لليوم التالي. تفاجأنا بنضوب الأخبار المحلية. أين ذهبت الأخبار يا ترى؟ وكالة الأنباء الرسمية "بترا" كانت شحيحة جدا. هل كان الجميع في إجازة؟ لا أعتقد. هل كانت الأحداث في إجازة؟ ربما. هل كان أبطال الأحداث في إجازة؟ ربما.
وحدها مواقع التواصل الاجتماعي، أو ما يعرف بالسوشيال ميديا، كانت الحاضرة، هذه السوشيال ميديا هزمت الإعلام التقليدي الذي يحتضر، ولا أدري متى سيرمي منشفته، بل هزمت الإعلام التقني التي تمثله القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية، في النقاط حتى هذه اللحظة.
لم يعد هذا زمن الإعلام التقليدي التي تمثله الصحف ووكالات الأنباء الرسمية، ولا هو زمن الإعلام التقني أيضا، بل هو زمن إعلام الـ"دو دو دو دو دو".
الملفات الساخنة باتت باردة وبايتة، وكانت إجازة العيد كفيلة بوضعها في الثلاجة، ونرجو أن لا تكون ثلاجة الموتى!
الناس كانت بحاجة إلى استراحة، لكن هيهات، فالمدارس على الأبواب، ولكن ماذا أبقى لها العيد؟!
الناس شاخصة أبصارها إلى 27/9، نأمل أن يأتي قبل ذلك؟ هل هذا ممكن؟!
الحكومة أخذت نفسا عميقا، لكن نرجو أن لا يكون نفس "أرجيلة".
الآن سنبدأ من جديد.