اخبار البلد : حسن صفيره / خاص-
في النهج الحكومي الراهن والذي اتسم بالمحاربة الجدية للفساد، وتزامنا مع تكرار دعوة جلالة الملك لاجتثاث وكسر ظهر الفساد، والذي طرحها جلالته خلال ترؤسه جانبٍ من جلسة مجلس الوزراء قبل يومين، اصبح علينا كاعلام وشارع سياسي وشعبي دعم ومساندة هذا النهج، على قاعدة القرار التشاركي الوطني.
وعلى ذات القاعدة، حملت اطروحات الشارع السياسي والاقتصادي والشعبي عناوين تحمل في مضامينها دعوات لاستبقاء اصحاب المناصب والمواقع الرسمية الهامة، ممن يعون ويعملون بروح المسؤولية الوطنية في مناصبهم، في حين حملت ذات الدعوات اعادة البعض ممن تم اقصاؤهم في ظروف "مبهمة" على الرغم من ادائهم المميز واللافت والذي يحمل نكهة وطنية خالصة .
لسان حال الشارع الأردني يقول، لو كنت رئيس الوزراء لاستعدنا اولئك المسؤولين ممن تمت الاطاحة بهم رغم حاجة الوطن لهم، فلو كنت رئيس الوزراء لقمت بتعيين مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس السابق حيدر الزبن، والذي تمت احالته على التقاعد في آواخر ايام حكومة هاني الملقي المقالة وهو على رأس عمله، ودفعت به وزيرا للصناعة والتجارة.
نعم نُعيد المخلصين الأوفياء من أبناء الوطن ليتصدوا لأساطين الفساد، ليحموا البلد كما فعل ابن الزبن ، حين وقف بقلبه وجسده ومنصبه ومنع دخول شحنة العاب الأطفال المسرطنة، وكما فعل حين وقف على مؤامرة وصفقة اسطوانات الغاز الهندية التي كانت قنابل تهدد امن الوطن ومواطنيه، وهو من وقف لإرهابيي أمننا الغذائي وهم يحاولون اطعامنا اللحم الفاسد والحديد المضروب والاواني المشعة بالخطر النووي !!
نحتاج ويحتاج الوطن مسؤول يعرف مفهوم أمانة الوطن، مسؤول يُدرك معاقل الفساد ومنابعه، وليس ادق على ذلك من لقاء رئيس الوزراء معه للوقفوف على كواليس اخطر قضية تهرب ضريبي بما يعرف بقضية مصنع الدخان، فليس من مسؤول اردني بموقع رقابي قدم للأردن كما فعل حيدر الزبن، وهو الرجل الذي وقف في وجه الفساد والفاسدين طيلة تسلمه موقعه في المواصفات والمقاييس ، ووقف ضد اولئك المتنفذين من اصحاب الصفقات المليونية التي ارادوها لأرصدتهم وليس للخزينة كما هو مفترض.
لو كنت رئيسا للوزراء لقمت بتعيين مدير المؤسسة العامة للغذاء والدواء د.هايل عبيدات وزيرا للصحة، وهو الرجل الذي اضحى اسمه هاجسا وكابوسا لرموز الفساد الغذائي بعد مقولته الشهيرة (لا تهاون في غذاء ودواء المواطن الأردني لانه خط احمر)، فليس من مسؤول احرص منه على امن غذاء الوطن والمواطن.
ولم يأت حرص د. عبيدات على سلامة امن غذاء الاردنيين كواجب مهني ووظيفي، بل لأنه يؤمن ان المواطن هو الوطن وسلامة امن غذاء ابنائه من مستلزمات الاردن الحضاري المتقدم والذي اراده سيد البلاد ، فبرزت اذرع المؤسسة العامة للغذاء والدواء في الاسواق الاردنية منشآت ومطاعم ومحال لتكون الرديف الاساس في مقومات تلك المؤسسات مع الحرص الاشد على سوية تنفيذ كافة مهام دوائر واقسام مؤسسة الغذاء والدواء كل في موقعه ومهامه حيث لا مجال للتراخي او احتمالات الخسائر امام ارواح الاردنيين .
ومن ابرز سمات هذا القيادي الفذ في عرين 'الغذاء والدواء' انه الرجل 'الديناميكي' الذي لا يهدأ ولا يركن لفكرة تكثيف العمل الموسمي، فالخط الاحمر الذي اقترن بصحة المواطن لا علاقة له بالموسمية ، تراه متأهبا على مدار ساعات العمل على صلة واتصال مباشر بكافة حراك كوادر المؤسسة ليواصل جهده النقي الابيض كما روحه حتى خارج ساعات الدوام.
هو ليس بجندي مجهول ليس لرفضه الاضواء الاعلامية فلا سبيل لنكران جهود هذا الرجل والاعتراف بانجازاته وخططه التطويرية لطبيعة عمل المؤسسة التي اتت بثمار ونتائج جذبت نحو مؤسسته الضوء الاعلامي طوعا وحبا ..
هو المسؤول الرفيع الذي حارب نهج 'البروقراطيات' الهدامة ، والذي اسهمت سياسته الانفتاحية في تحويل كافة العاملين في المؤسسة الى اسرة واحدة خطها وهدفها واحد ان لا اغلى من الاردن والاردنيين، ولا اقدس من شرف مهنة هي امانة ارواح من اجلها ضرب د. عبيدات يد الفساد بيد من حديد بدليل حجم الاغلاقات التي تم تنفيذها بمؤسسات او شركات غذائية استهانت لبعض حين بسلامة غذاء الاردنيين فكان رد د. عبيدات رادعا بما يكفي رافعا لواء الاردن الصحي الآمن لغذاء لم ولن تصل له يد فاسد.