زمان كانت الحكومات حنونة (تطبطب) على أكتاف الشعب ..كان للدولة صدر وحضن
دافيء , نلجأ إليه .....
ولكن يبدو أن الحكومات لدينا , غارقة في الرقم ..وتفتقد فن الطبطبة ,...شعرت امس
بأننا نحتاج إلى وزارة (للطبطبة) فكل شيء صار قاسيا : الأسعار , الرواتب , لقمة الخبز ,
فاتورة الكهرباء ,السكن , الإشارات , المرض , الأيام
بالرغم من حزني وخوفي ليلة أمس , لم أجد أحدا يطبطب على كتفي سوى الشوارع
التي خبرتها في عمان وخبرتني ..وتعلمت فيها الحب , والحياة والحرف ...
أما من أحد يطبطب على أكتافنا ولو بالكذب ...كيف صار خطابنا خاليا من الحب
طبطبة
أخبار البلد - حين يريد الطبيب أن يعرف , هل أنت مصاب بانتفاخ أم لا يقوم
بالطبطبة على بطنك ...حتى يقرر عبر الصوت ماذا يؤلمك ...
وحين يقوم عطاالله , بحفر (جورة) في منزلك محيطها (2 (متر
وعمقها (3 (متر , دون كلل أو تعب ..عليك أن (تطبطب) على
أكتافه قليلا كي تشعره بأنك تقدر هذا التعب وهذا المجهود .
حتى حين تزور مريضا, عليك أن تطبطب على ظهره ولو من قبيل المجاملة , أنا مثلا :
(طبطبت) على أكتاف الحج محمد قبل أشهر وقلت له : غزال ماشاالله ...وأثنيت على
بشرته ووصفت وجهه بأنه (مفتح) ..وطلبت منه أن يتزوج بحكم أن مظهره يوحي بالفتوة
والرجولة , وفي اليوم الثاني توفاه االله ....ولكن أنت أمام المريض لا تملك سوى المواساة
والطبطبة .
تخيلوا حتى البطيخ , يحتاج إلى (طبطبة) هل اشترى أردني بطيخة دون أن يطبطب
عليها ؟ ..ومن خلال (الطبطبة) يعرف أنها حمراء أم بيضاء ..نحن الشعب الوحيد الذي
حول الطبطبة إلى معادلة انتاج زراعي ..
كنت في الشوارع أول أمس , جبتها كلها بدون استثناء ..والناس غاضبة , نزلت إلى
الشوارع محفوفة بالتحدي ...وقد جاعت بالفعل , وملت ...وأرهقتها الحياة .