قمة عربية تنال النقد والسخرية دون هوادة من على منصات التواصل الاجتماعي، وبعض من ذلك يتجاوز حدود اللباقة، وليس خافيا ان مرد ذلك إلى حجم الاحباط الذي يلف الامة وانعدام الثقة بالقمة نفسها بعد ان توالت عليها السنين وهي تعقد دونما فائدة للآمال العريضة التي كانت تبنى عليها وفي المقدمة من ذلك القضية الفلسطينية التي كانت عربية وتترأس جدول الاعمال وهي الان فلسطينية وذكرها يأتي الآن مجاملة وتكملة لشكل البيان، وقد تنال مشاكل موريتانيا والصومال حيزا اكبر فيه.
ربما بات مجديا الان وبعد انهيار مؤسسة القمة عمليا ان يتضمن بيانها الختامي اعلان حلها بحيث تكون قمة الظهران هي الاخيرة. وليس ممنوعا بعد ذلك البحث في اطار جديد يكون له القوة والوزن بما يجعله لا يقل عن الاتحاد الاوروبي مثلا، وليس ممنوعا ايضا ان يأخذ الامر الوقت الكافي لذلك بحيث تبحث آليات تأمين المصالح والتبادلية المجدية على طريق تحقيق التكامل والتوازن، والاهم من ذلك ما يؤمن الاستقلال الحقيقي للدول والسيادة التامة لها.
افضل ما يمكن ان تقوم به القمة الان هو اعلان حل جامعة الدول العربية ومؤسساتها كافة، والى جانب ذلك التوقف عن ترديد التضامن العربي كونه اساسا غير موجود، وبطبيعة الحال لن تتغير العلاقات العربية- العربية الحالية ان تم ذلك فعلا كون العلاقات الثنائية بين دولها محل تغيير مستمر، وقد يكون ذلك افضل لحل ازمات اليمن والسعودية والعراق وسورية وليبيا، وايضا ربما تنقل القضية القلسطينية الى مربع اشد تأثيرا عما عليه الان اضافة لإعطاء الفسحة لدول شمال افريقيا وافريقيا العربية لإعادة النظر بمستقبلها وشعوبها المرهونة للاسم العربي وليس لأي فائدة منه في اطار العلاقات العربية.