كانت قنوات "ام بي سي” هي السبّاقة في الترويج للمسلسلات التركية، بحيث أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة العائلات العربية، وكانت القنوات ونفسها السبّاقة في وقف بثّها على شاشاتها، ولكن بعد أن سبق السيف العذل.
قرار البثّ، في الأصل، محاكاةً ودبلجةً في الصوت والصورة أو ترجمة بالنصّ، كان قراراً مهنياً صائباً فقد تضاعفت أعداد المشاهدين عشرات المرات لأنّها مسلسلات مسليّة، ومتقنة، وطويلة جداً، وتروق للمشاهدين العرب لأنّها تتحدّث عن ثقافة ليست بعيدة عن ثقافتهم، ومع رواجها راجت القنوات أكثر.
وقرار وقف البثّ، بالضرورة، كان سياسياً بامتياز، ويستند إلى أنّ قنوات "الام بي سي” سعودية، والرياض لا تحبّ أنقرة الآن، وتختلف وقد تتناقض مع سياساتها، وهكذا فقد قرّر المطبخ السياسي الاعلامي السعودي وضع عقوبة على تركيا بعدم عرض مسلسلاتها على شاشاته، والاستعاضة عنها بمسلسلات برازيلية ومكسيكية بالية.
نحن لا نتحدّث، هنا، عن الفنّ والثقافة والابداع، بل عن القرارات المهنية التي حسبت حساباتها جيداً، والقرارات السياسية التي لم تحسب حساباتها أبداً، فلميس ومهند وأخواتهم صاروا نجوماً في البيوت العربية، ويسافر كثير من العرب إلى اسطنبول لمجرد زيارة موقع التصوير على شواطئ البوسفور.
نحن نقول، هنا، إنّ البديل للتركي كان من أميركا اللاتينية والهند وكوريا، ولم يكن عربياً لأنّ تلك القنوات شاركت في القضاء على الانتاج التلفزيوني العربي بمنعها مشاهد من هنا أو من هناك، مع أنّها قبلته مع التركي وتقبله الان مع غيره، والطريف أنّ المشاهد العربي لن يعدم وسيلة لمتابعة هذه المسلسلات، إمّا على قنوات أخرى، أو عبر الانترنت.