ولأن المدينة محط انظار المؤمنين من الديانات الثلاث اتى الصراع عليها من المسيحيين الاوروبيين بما عرف بالحروب الصليبية، وليس من اليهود في اي وقت باعتبار انعدام هويتهم كقومية حقيقية بقدر ما هم مجاميع توراتية، ثم انه لم يمر وقت طويل لرعاية واحتلال المدينة من الصليبيين حتى تحررت وعادت اسلامية على يد صلاح الدين الايوبي واستمرت على ما هي عليه الى ان سقطت الامبرطورية العثمانية في الحرب العالمية الاولى حيث عادت الانظار الاوروبية نحوها مجددا لكن لتكون يهودية هذه المرة وتم المخطط بعد الحرب العالمية الثانية عندما هيأت بريطانيا كل الظروف لإنشاء دولة لليهود في فلسطين، وعليه تركز صراع الاديان المعلن بين اليهودية والاسلامية وليس مع المسيحية هذه المرة.
الان ينتقل الصراع على القدس لتكون على شكل غير ما كانت عليه في اي عصر ويبدو ان هذا ما يفعله ترامب الآن اثر تشعب المسيحية الى طوائف تكاد تكون الامريكية الانجيلية ابرزها واكثرها سطوة وقوة وتأثيرا وهو ينتمي اليها كما حال جورج بوش ايضا.
وليس من شك ان عوامل العصر والحداثة والتغول الاقتصادي حاضرة في اطار المشهد الجاري وهي اضافة فاعلة للعامل السياسي العسكري العالمي المنقسم على تنافس القوى العظمى.
وفي المجمل، فإنه يمكن فهم ما يجري الان حيال القدس على اساس تجريدها من الوصاية الاسلامية اولا، ومن ثم يكون لكل حادث حديث لشكل صفقة العصر إن مررت فعلا.