أخبار البلد – هديل الروابدة
أماكن ذبح الدجاج الحي والتي تعرف أردنيا وشعبيا بالنتافات والتي تمثل قبلة من المستهلك الأردني في المحافظات وأطراف عمان للتسوق والشراء والتزود من اللحم الأبيض. هذه "النتافات" والتي للأسف لا تجد الاهتمام والعناية والرعاية من قبل الحكومة وأجهزتها الرسمية ومؤسساتها ودوائرها بما فيها البلديات التي لا تحاول تقديم صورة ونموذجا حقيقيا للتطوير والتحديث بما يتماشى مع التطورات التي طرأت على هذا القطاع الهام والضروري.
كثير هم الذين باتوا على قناعة بأن هنالك أضرارا كبيرة تتسبب بها "النتافات" على الصعيد الصحي والخدماتي والفني والتي تساهم في حال عدم التنظيم والإشراف والمتابعة ستسبب مكاره وأوبئة صحية وبيئية ستنعكس على المنتج والجودة الذي يجب أن يكون ضمن المواصفات المطلوبة، وهذه "النتافات" موجودة بكثافة وكثرة في المحافظات البعيدة والألوية والبوادي والمخيمات وحتى في الأطراف والأحياء من مدينة عمان حيث تحاول كل الأطراف عدم الاقتراب منها باعتبار أنها مصدر رزق للفقراء والبسطاء حيث تلبية حاجتهم ومطالبهم وكل ما يحتاجونه، الأمر الذي بات ملحا وضروريا باعتباره حاجة هامة في ضرورة التنظيم والتصويب الآن الآن وليس غدا، فالأضرار التي تلحقها عشوائيات "النتافات" كبيرة وكثيرة صحيا وبيئيا ولا داعي لشرح ذلك فالكل يعلم أنها ضرورية لكنها مهملة من قبل كل القطاعات والجهات الرسمية التي تعلم حقيقة المشكلة دون أن تتدخل لوضع الحلول الممكنة والمنطقية والقابلة للتطبيق فماذا يضير أمانة عمان لو أنها قامت بفتح ملف النتافات على مصرعيه ومع الجهات ذات العلاقة ومع كل الأطراف بما فيها الإتحاد النوعي للدواجن لوضع آلية وصورة ونموذجا يحاكي النماذج الموجودة في الدول الأوروبية والآسيوية بما يخدم تطويرها وتقدمها وتنظيمها وتحديثها شكلا ومضمونا بحيث تصبح مقبولة للمستهلك وللحكومة وللجهات الرسمية، وماذا يضير أمانة عمان لو أنها اعتمدت نموذجا حضاريا غير مكلف وذو شكل مقبول يرفع من سوية وأداء العمل في هذه "النتافات" التي تشكل مكاره في بعضها وتسبب في مشكلات بيئية وخدماتية وصحية في المنطقة التي تتواجد بها وخصوصا في أحياء عمان الشرقية والشعبية والعشوائية وفي المخيمات باعتبار أن ذلك يخدم كل الأطراف ويشجع سوقها وعملها وغايتها والهدف من وجودها بدلا من تركها على حالها بلا رقيب أو حسيب خصوصا في ظل المعاناة الحقيقية التي تتسبب بها "النتافات" على الصعيد الصرف الصحي والروائح والمخلفات والوباء وما تنتجه تلك "النتافات" من مشاكل بالإمكان حلها، حيث أن المسؤولية تقتضي من أصحاب القرار أن يوجهوا المشكلة كما هي ويتدخلوا لسن تشريعات وأنظمة ترفع من فاعلية وسوية ومنظر "النتافات" لتزداد دور الرقابة والنظافة باعتبار أن ذلك هو الخيار الأرقى والأفضل.
وزارة الزراعة والوزارات المعنية وحتى الإتحاد النوعي للدواجن ومعه البلديات وأمانة عمان معنيون بالجلوس على طاولة واحدة للبحث عن آليات وتصورات من شأنها الارتقاء بوضع النتافات التي تعيش في وضع بائس فيما لو تركت بدون تصويب أو معالجة فالأضرار فادحة والأخطار جسيمة والنتائج ستكون في كل الأحوال أفضل وأجود في حال التدخل لمناقشة هذا الملف بكل جزئياته وتفاصيله فالمشكلة ليس بوجود النتافات بل بعدم معالجة سلبياتها على كل الصعد وهنا نعلم بأن كل الأطراف جاهزة لاتخاذ القرار لكن من يعلق الجرس ويدق الناقوس قبل أن نصل إلى مرحلة الكارثة فالمشكلة تكمن من يتخذ القرار بالوقت المناسب.
وفي الختام يؤكد الاتحاد النوعي لمربي الدواجن ممثلا بمديره العام المهندس فؤاد المحيسن أن محلات بيع الدجاج الحي خط أحمر لا يقبل أن يمس إلا من خلال تطويرة وتنظيمة وترخيصة بعد أن يتم الاتفاق على شروط صحية وبيئية ملائمة تليق بسمعة الاردن والمزارع الأردني وهو منفذ تسويق مهم لصغار المزارعيين الذين يحرص الاتحاد على دعمهم والوقوف معهم ليبقوا صامديين في أرضهم ومزارعهم ك مكون زراعي منتج وان لا يلتحق بالبحث عن مصدر دخل مع العاطلين عن العمل ومساعدات وزارة التنمية الاجتماعية لا قدر الله.