يحمل الخبز في ثقافتنا قيمة معنوية أكثر ممّا هي مادية، فالعائلة المكوّنة من خمسة أفراد لا تصرف في الشهر الواحد أكثر من خمسة عشر ديناراً بالسعر المدعوم الآن، وإذا رُفع سعر الكيلو سبعة قروش فسوف يصبح المبلغ نحو تسعة عشر ديناراً، الأمر الذي لن يضعضع موازنة العائلة الشهرية!
هذا، بالطبع، ليس دعوة لرفع أسعار الخبز، ولكنّه تأكيد لأهمية الرمزية للرغيف الذي يمثّل المادة الأساسية على موائد الأردنيين، والتي لا يمكن الاستغناء عنها، وتحتلّ مكانة لا تهتزّ في ضمير الناس.
وتمتلئ أدبياتنا وأمثالنا الشعبية بذكر الخبز، فـ”ليس بالخبز وحده يحيا الانسان”، و”الخبز الحاف يعرّض الاكتاف” و”خبز و زيت عماد البيت” و”اعطي الخباز خبزو حتى لو اكل نصفه "، و”يلي بخون الخبز والملح بكون بلا اصل”، وغيرها الكثير، وليس غريباً أن يُطلق اسم "العيش” على الخبز في بعض الثقافات العربية.
نكتب هذا، ونحن نقرأ دعوة صندوق النقد الدولي للحكومة الأردنية بعدم المساس بالخبز، وأن على الإجراءات المنوي اتخاذها أن تأخذ بعين الاعتبار تأثيرها على الاستقرار الاجتماعي، ويبقى أنّ رمزية الخبز تمثّل كلّ المواد الغذائية الضرورية للمواطن!