نزيه الأحدب ..
أخبار البلد - احتفل الإعلامي اللبناني , نزيه الأحدب أول أمس بمرور عام على برنامجه (فوق السلطة) والذي يعده ويقدمه عبر
قنال الجزيرة ..وعلى مدار عام كامل من العمل , لم يترك بلدا عربيا إلا وانتقده في برنامجه باستثناء الأردن فقد كتب
مقالا مهما عن عمان ..وأشاد بدورها في الأزمة الأخيرة بين قطر والدول الأربع .
هذا الرجل هو ابن الإعلام اللبناني بامتياز , فقد كان في تلفزيون الفيحاء الذي يبث من طرابلس , وبعد إقفاله
...عمل في الصحافة كمراسل تلفزيوني وصحفي , حتى انتقاله لقناة الجزيرة وهناك عمل مدربا إعلاميا ومعدا
ومقدما لبرنامج فوق السلطة , وصف الأردن في مقال كتبه قبل أشهر بأنه الوطن غير القابل للإبتلاع ..
نزيه الأحدب متمكن من اللغة العربية , وحين تستمع لبرنامجه تظن أنه يقدم لك درسا في النحو والصرف والبلاغة ..ما لفت انتباهي أمس هو
أنه جمع كل الشتائم التي تأتيه عبر تويتر والفيس بوك ..ووضعها في إطار اسئلة وقدم الإجابات عليها , فقد رد على وصفه بالمرتزق الذي
يتبنى قضية غير قضيته , وقدم تعريفا دقيقا لمعنى (مرتزق) ..ودافع عن قناة الجزيرة وأدانها في نفس الوقت , والأهم من ذلك أنه لم يخجل
من قول أحدهم له :- (روح لم زبالة بيروت أحسنلك) ..وعرض هذه الشتيمة عبر سؤال في الحلقة , وقدم أيضا إجابة عليها وسخر مطولا من
الواقع السياسي اللبناني .
نحن حين تأتينا , شتيمة عبر وسائل التواصل نركض فورا للمدعي العام ونقدم شكوى بها مع أن أحدا لم يقرأها غيرنا ..بالمقابل هذا
الإعلامي منذ عام تقريبا وهو يتعرض , لكل أنواع الشتائم فهو مرتزق وأحيانا مبرمج , وأحيانا متسول ...حتى أن ضميره يشترى بالمال وهذا
ما عرضه على القنال حين وجه سؤالا لنفسه وقال :- (انت بهمك اخر الشهر توخد الراتب بس) ...كل أشكال الشتم والتهديد والتحريض
عرضها الأحدب أمس , وقدم إجابات عنها ...بكل ثقة .
رجل يحمل عبقرية نزيه الأحدب وقدرته , ربما لم تتسعه الساحة اللبنانية , فحين أغلقت السلطات الإعلام المناطقي ..وأغلقت قنال الفيحاء
التي يعمل بها , أجبرته ظروف الحياة على الإنتقال للجزيرة ومنها قدم رسالته هو.. ولم يقدم رسالة قطر أو رسالة الجزيرة ..
هذا الرجل كتب مقالا عن الأردن , من أجمل ما يكون وأصدق ما يكون حين وصفه بأنه الوطن غير القابل للإبتلاع ..مع أننا لم نقم له أي وليمة
في عمان ولم يصطف المسؤولون لدينا في عشاء (عرمرمي) للسلام عليه , بعكس بعض الصحفيين الذين كانوا حين يقومون بزيارة لعمان
, تقلهم (مرسيدس) الحكومة , ويحملون من الدولارات ما لم يجرؤ أردني على أن يحلم به ..وفي النهاية يقذفوننا بمقالات تهدد بانفجار الوضع
وكأن الأردن ...وطن انتهى وصار مشروع دولة بانتظارالكارثة ... والتي ستحل بنا قريبا .
بين نزيه الأحدب الذي لاتربطه مصلحة , مع الأردن ..ولا ينتظر منا دولارا أو جواز سفر أو إقامة , والذي قال كلمة فينا هي من أبلغ ما يكون ..وبين
بعض الذين هبشوا دولارات البلد , ويبشرون الناس بخراب الوطن ..ألف سؤال وألف علامة استفهام ...علما بأن حضور الأحدب في الساحة
الإعلامية العربية , يعادل ألوف المرات من حضور بعض من انتهوا ...منذ زمن بعيد .
في هذا المقال لا أسجل إعجابي بالجزيرة , فأنا لم أكن معجبا بها في حياتي ..ولكني أسجل إعجابي بنزيه الأحدب , الذي استعاد فينا محمد
الماغوط , ولكن بالطريقة اللبنانية , وباللهجة اللبنانية , وبكامل مافي هذه الأمة من وجع وتعب وقلق