هل خرجت حماس من العباءة ؟

هل خرجت حماس من العباءة ؟
أخبار البلد -  



الصراع على غزة منذ قديم الزمان الا انه انتقل بعد اتفاق (اوسلو) بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل وما نتج عنه من سلطة وطنية فلسطينية .انتقل الصراع على غزة بين (حركة فتح) و(حركة حماس) وكان نتيجة ذلك ان استولت حماس على غزة سنة 2007 بعد قتال عنيف ضد حركة فتح.. وتحديدا ضد الأمن الوقائي برئاسة محمد دحلان، فقد شعرت حركة حماس بان محاولة القضاء عليها يديرها الامن الوقائي وحركة فتح ..فكان كثير من الشباب الفلسطينيين يتدربون في الاراضي المصرية زمن الرئيس السابق (حسني مبارك) ثم يعودون جنودا الي غزة بحجة انهم (حرس الرئيس) ..وانهم مسؤولون عن المعابر خاصة معبر( رفح) بين غزة ومصر..ما ادى الي قتال بجميع الاسلحة المتوفرة .. وانتهت النتيجة انتصار حماس الذي اعتبرته حركة فتح (انقلابا) ضد السلطة الفلسطينية ..ومنذ ذلك الزمن انقسم الفلسطينيون الى دولتين (دولة فتح في رام الله )ودولة (حماس في غزة).
تكررت محاولة الصلح بين الطرفين المتنازعين فتح وحماس.. فتم الصلح في في (مكة المكرمة ) برعاية سعودية ولكنه لم يصمد وتم الصلح في (القاهرة )برعاية مصرية ولكنه مثل سابقه، ثم تم الصلح في (اليمن ) برعاية يمنية ولكنه لم يحترم مثل الصلح السابق .وكل من الطرفين يتهم الاخر.الى ان رفضت اسرائيل اجراء اي مفاوضات للسلام مع السلطة الوطنية الفلسطينية بحجة عدم وجود شريك للتفاوض وان محمود عباس لا يمثل كل الشعب الفلسطيني.
الحقيقة ان الحركتين مثل خطي سكة الحديد ..فلا يمكن لهما ان يلتقيا ..نتيجة لفكر كل منهما فان عباس يؤمن (بالمفاوضات) مع اسرائيل لحل القضية الفلسطينية اضافة الي انه يؤمن بالتعاون العسكري مع اسرائيل ويعتبره مقدسا بينما نرى حركة حماس تؤمن (بالحل العسكري) وليس بالمفاوضات .. فما أخذ بالقوة لا يسترجع الا بالقوة، خاصة ان لديها قوة عسكرية ممتازة في مقدمتها الصواريخ التي تغطي (معظم اسرائيل) ما جعل حماس تعتقد ان لديها قوة ردع. فقد صمدت في وجه عدوان اسرائيلي على (غزة )ثلاث مرات متتالية سنة 2008 وسنة 2012 وسنة 2014ما اكد موقفها.
ولكن ماذا يجري الآن..؟
في الساحة قيادة جديدة لحركة حماس فقد أجريت انتخابات جديدة داخلية في حركة حماس، إذ خرج خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة وحل محله اسماعيل هنية وانتخب يحيى السنوار رئيسا للحركة في غزة اضافة الي باقي الاعضاء الجدد.
غزة في وضع لا تحسد عليه الان فهي تحت حصار اسرائيلي برا وبحرا وجوا منذ عشر سنوات، ما كان له اكبر الأثر في سوء الحالة الاقتصادية واصبحت يرثى لها فلا توجد كهرباء، والماء ملوث والبطالة وصلت رقما فلكيا فهي حوالي 50% والمستشفيت تشكو من نقص الادوية والمدارس هدمتها الطائرات الاسرائلية في العدوان التي شنته اسرائيل سنة2014 ..باختصار الحياة في غزة اصبحت لا تطاق .
وأما معبر رفح بين غزة ومصر فهو النافذة الوحيدة لغزة على العالم من خلال مصر والمؤلم انه مغلق ..ويفتح على فترات قصيرة جدا..حوالي 100 يوم في السنة.. نظرا لسوء العلاقة بين مصر وحركة حماس.. التي تعتبرها مصر من (الاخوان المسلمين)وبالتالي فهي حركة ارهابية احيانا.وزاد الطين بلة ما قام به الرئيس محمود عباس من اجراءات( عقابية)ضد(حركة حماس) التي يعتبرها قامت بانقلاب ضده وضد السلطة الوطنية الفلسطينية فصب جام غضبه عليها الا ان تلك الاجراءات لم تشمل حماس وحدها بل شملت كل أهالي غزة .
فقد امتنع الرئيس ابو مازن عن تزويد محطة كهرباء غزة بالوقود.. ثم أجرى تخفيضا بواقع الثلث على رواتب.. جميع الموظفين في غزة فقط دون باقي الموظفين في الضفة الغربية. ثم منع الرواتب عن (أسر الشهداء)(واسر الاسرى) تلبية لاعتراض الرئيس الامريكي( ترمب )ما كان له اسوأ الاثر على سكان غزة..خاصة وانهم يعتمدون على مرتباتهم فلا توجد اشغال في غزة نتيجة الحصار الاسرائيلي وهو الحصار الوحيد في العالم.
ان غزة كنز مليء بالاسرار التي تحيط بالموقف كله في هذه الايام.. اهمها ان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس يقيم في (الدوحة) وكان على علاقة طيبة مع دول الخليج التي كانت تقدم مساعدات مادية شهريا.. لمساعدة حماس.. ومساعدة غزة .وبانتهاء ولايته وانتخاب اسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي وهو يقيم في (غزة ) يبدو ان العلاقة مع دول الخليج اهتزت قليلا,.خاصة بعد اتهام الولايات المتحدة الامريكية لها (بتمويل الارهاب) واعتبار حركة حماس حركة ارهابية.. بحكم من محكمة مصرية تارة ثم صدر حكم اخر من محكمة مصرية قرر ان حماس ليست ارهابية..؟ فالموقف الاقليمي والدولي يحتمان على دول الخليج عدم تقديم المساعدة الي حماس والى كل الحركات التي اعتبرتها امريكا حركات ارهابية ..لتأكيد انها لا تمول حركات ارهابية . خاصة وان مصر تصر على ان حماس جزء من (الاخوان المسلمين) الذين تعتبرهم ارهابيين .
وفي هذه الاثناء ظهر فجأة السيد (محمد دحلان )الذي كان يشغل عدة مناصب هامة في السلطة الفلسطينية زمن الرئيس الشهيد ياسر عرفات .ولكن بعد وفاة عرفات اصبح (دحلان) عدوا الي الرئيس محمود عباس.. فقام بفصله من حركة فتح ثم اتخذ قرار بفصله من(اللجنة المركزية لحركة فتح) ووجهت اليه عدة اتهامات منها انه وضع السم للرئيس ياسر عرفات.. وتهم بالفساد..واختلاس اموال الامن الوقائي وهي اموال الشعب الفلسطيني..الخ. فغادر البلاد واصبح يقيم في (ابو ظبي) .
وقبل شهرين زار وفد من حركة حماس برئاسة الرئيس الجديد يحي السنوار القاهرة املا في تحسين العلاقات مع الشقيقة الكبرى مصر التي قدمت لفلسطين مئات الشهداء فلا احد يزايد على عطاء مصر.
فوجيء الوفد بزيارة السيد محمد دحلان الذي يبحث عن مكان له في فلسطين بعد طرده من فتح ..وهو يبحث عن موضع قدم له.. ومستعد لدفع مبالغ كبيرة من التي يملكها بغض النظر عن مصدرها.فما قيمة المال اذا كان دحلان ممنوعا من دخول فلسطين وتوجه السهام اليه ..؟ واعتقدنا ان هذا فخ لحركة حماس بقيادتها الجديدة ..خاصة وانه تم اجتماع سري بين دحلان ووفد حماس.. التي تعاني من ضائقة مالية شديدة . فهي لم تستطع دفع المبالغ التي اقتطعها الرئيس محمود عباس عن الموظفين في غزة التي تعيش دون كهرباء والماء ملوث والمستشفيات تعاني من نقص في الادوية ومعظم المباني التي هدمتها اسرائيل في عدوانها الاخير سنة 2014 ما زالت مهدمة واكثر من 520 الف مواطن يعيشون في منازل مهدمة .
عرض محمد دحلان عرضا فلكيا مغريا وكأنه احلام اليقظة وصدر بيان مشترك اهم ما فيه:-
1-تشكيل حكومة برئاسة محمد دحلان وتحتفظ حماس بوزارة الداخلية.
2-يتعهد السيد دحلان برفع الحصار الاسرائيلي عن غزة
3- يفتح معبر رفح مع مصر بصفة دائمة للمواطنين والتجار والبضائع..الخ.
4- يتعهد دحلان بإقامة مطار وميناء في غزة
5- يدفع السيد دحلان تعويضات لكل من قتل او جرح اثناء الانقلاب
6- يدفع دحلان رواتب شهرية لجميع الموظفين من ماله الخاص
7- يتعهد إعادة الكهرباء الي غزة فورا وتنقية الماء.
8- يقوم رجال من جماعة دحلان بالاشراف على معبر رفح والمعابر مع اسرائيل
تقوم حركة حماس بدعوة السيد دحلان الي الحضور الي غزة لاستلام مهامه وتتعهد حماس بتوفير حماية له.
كانت هذه الوثيقة او البيان المشترك سخرية اكثر منها حقيقة فدحلان لا يستطيع السير في شوارع غزة لسلوكه عندما كان رئيسا للأمن الوقائي في غزة.
المهم ما جرى الآن فقد سافر وفد من حركة حماس الي القاهرة برئاسة اسماعيل هنية وبعد مفاوضات ومناقشات مع كبار رجال المصريين فهم لديهم ملف غزة .قام السيد هنية من القاهرة باعلان استعداد حركة حماس للصلح مع السلطة الفلسطينية في رام الله..! واعلن حل اللجنة الادارية التي كانت تتولى تسيير الامور في غزة..والتي كانت بمثابة وزارة محلية في غزة .وطلب هنية من الرئيس ابومازن ان تتوجه حكومة الوفاق الفلسطينية برئاسة السيد رامي الحمدالله الي غزة لتتولى شؤون القطاع واستعداد حماس لتسليمها الوزارات والدوائر فورا . كما اعلن هنية موافقة حماس على استلام الحرس الرئاسي اي (حرس الرئيس محمود عباس )لمعبر رفح فورا اعداد للانتخابات الفلسطينية للمجلس التشريعي ..وللرئاسة ولمنظمة التحرير الفلسطينية.
اصبحت الكرة في ملعب السطة الفلسطينية وتحديدا عند الرئيس محمود عباس فقد نفذت حركة حماس كل طلباته .ومبدئيا وجدنا رام الله مسرورة والفرحة تعم الجميع وان كان الفرح بحذر فماذا بعد ..؟لقد استجابت حماس لجميع الطلبات او الشروط . فهل يوافق الرئيس محمود عباس ..؟ ام يترك الفرصة الى محمد دحلان ..؟
الايام القلية القادمة كفيلة بالاجابة ومن جانبنا نوافق ونتمنى انهاء الانقسام.
اللهم اهدنا الي الصراط المستقيم لمصلحة فلسطين.
sufianshawa@gmail.com

 
شريط الأخبار صمت دام أكثر من شهرين: رئاسة الوزراء ووزارة المالية تتجاهل كتاب "جمعية مستثمري الإسكان" بإعفاء الأجانب والشركات العقارية من الغرامات تعديل على ساعات عمل معبر الكرامة الأسبوع القادم -تفاصيل الأوقاف: 1679 مستوطنا متطرفا اقتحموا المسجد الأقصى مستشفى الاستقلال يبرز بمشاركة فاعلة في مؤتمر كلية الطب الأول للجامعة الهاشمية لواء ناحال الصهيوني يغادر غزة توقيف محكوم بـ"غَسل أموال" اختلسها بقيمة مليون دينار خصم تشجيعي من بلدية إربد القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية بنك ABC في الأردن يعقد الاجتماع السنوي للهيئة العامة عبر وسائل الاتصال المرئي والالكتروني 15 إصابة بحادث سير مروع على طريق البحر الميت- صور الاتصالات الفلسطينية: انقطاع الإنترنت الثابت في مناطق وسط وجنوب قطاع غزة بورصة عمان تغلق جلسة نهاية الأسبوع بنسبة إرتفاع 82% السجن 7 سنوات لرئيس لجنة زكاة اختلس ٤١٦ ألف دينار بعد تسجيل 92 حالة وفاة .. تحذير من تفشي فيروس قاتل في أوروبا ينتقل عن طريق البعوض أمين "الوحدة الشعبية" و"حشد" والنائب العرموطي يتحدثون حول آفاق المرحلة القادمة وتداعياتها الانتخابية باسم سلفيتي يتسلّم رئاسة مجلس إدارة بنك الاتحاد خلفاً لعصام سلفيتي الأردن يتصدر في جراحات السمنة.. الدكتور خريس الاسم الابرز.. ومؤتمر دولي في عمان لبحث آفة العصر شركة "أموات انفست" .. "محدش يخاف! مفيش حاجة"* عمان.. ضبط "لص" بكمين نصبه مصلون في مسجد بينما كان يحاول سرقة محتويات الملابس المعلقة في المتوضأ إحباط تهريب 700 ألف كبسولة مكملات غذائية مخزنة بظروف سيئة