أخبار البلد – سعد الفاعور
أبدت مصادر رفيعة مخاوفها من أن يكون قد لحق سوءٌ بالنزيل رقم (1) في مركز تأهيل وإصلاح سواقة، الجنرال محمد الذهبي، مدير المخابرات السابق، الذي يقضي فترة محكومية منذ 5 سنوات، وذلك في دردشة خاصة إلى (أخبار البلد) تناولت كواليس ما جرى من أحداث شغب في سواقة.
وكان الحكم باقتياد الجنرال الذهبي إلى الحبس، في شهر تشرين الثاني من عام 2012، قد أثار زوبعة كبيرة من الشكوك التي ألقت بظلالها على الساحة المحلية، في ظل تعبير جهات مختلفة عن قناعات صريحة بأن الرجل ذهب ضحية تصفية حسابات سياسية معقدة، وإن كان قد تم محاكمته وحبسه بتهم الاختلاس وغسل الأموال واستغلال النفوذ واستثمار الوظيفة العامة، وغيرها من التهم الأخرى التي وجهت إلى الرجل آنذاك.
وهو ما رد عليه في وقتها محامي الدفاع ياسين صبحا، بالقول إن "الحكم قاسي جداً، وإنه كان يتوقع الحكم بعدم المسؤولية أو براءة موكله الجنرال الذهبي. مشدداً على أن القضية لا تحوي أدلة لتصل الإدانة لهذه الدرجة". موضحاً أن "القانون الأردني يلزم النيابة فيما يخص تهمة غسل الأموال الموجهة لموكله الذهبي، بتقديم البينات التي تؤكد التهمة، وهذا ما لم يحصل، والنيابة عجزت عن تقديم أي بينة بالقضية".
فيما لمحت أطراف عديدة آنذاك بأن محاكمة الجنرال "سياسية"!
النزيل رقم (1) الجنرال الذهبي الذي يقضي فترة محكوميته والبالغة 13 سنة في سجن سواقة وقضى منها 5 سنوات بالتمام والكمال عاد اسمه ليظهر من جديد على سطح الأحداث والمشهد الوطني لكن هذه المرة من خلف القضبان، حيث لا الشمس تخترق الجدران ولا الرجل هو ذاك الرجل الذي كان يحكم قبضته على واحدة من أهم وأخطر الجهات السيادية في الدولة، والتي بطبيعة الحال لديها الكثير من الأعداء في الداخل والخارج!
الذهبي الجنرال المخلوع والمحكوم تردد اسمه بكثرة داخل صالونات عمّان المغلقة، وفي المجالس الخاصة عند أصحاب القرار، خلال الأسبوع الماضي، كما كشفت مصادر رفيعة مطلعة لـ (أخبار البلد)، معربة عن تخوفها من أن يكون قد مسَّ الرجل مكروه، خاصة وأن الإجراء الطبيعي كان يستوجب أن يصدر بيان عن الأمن العام يوضح أن الرجل بخير أو أنه تعرض إلى إصابة أو مكروه خلال احداث الشغب وتدخل الدرك للسيطرة على الفلتان الأمني.
وبحسب المصادر التي كانت تتحدث إلى (أخبار البلد) فإن التساؤلات الخاصة بالجنرال الذهبي، تتمحور حول ما إذا كان قد تأثر بالأحداث وعمليات الشغب، مما عرضه إلى مضاعفات صحية، أو إن كان قد أصيب بعارض أو بمكروه، نتيجة الاعتداء المباشر من قبل نزلاء أو من قبل قوات الدرك التي تدخلت في أحداث سجن سواقة الدامية والتي صاحبها حالة هيجان وتمرد عنيفة ضربت السجن عن بكرة أبيه ودفعت بإدارة السجن للاستعانة بقوات الدرك.
المصادر التي تحدثت إلى (أخبار البلد) عبرت عن قلقها البالغ كونه لم يصدر حتى اللحظة أي تصريح رسمي يوضح الوضع الصحي للجنرال الذهبي الذي كان حتى الأمس القريب من الوجوه البارزة وفي الصف الأول في قيادات الدولة الأردنية، مذكرين بالقاعدة القانونية التي تقول إن "الحق بالحياة" أولى وأبدى للسجين والمحكوم والمشتبه!