اخبار البلد-
لم تكمل دراستها الثانوية، تزوجت وسافرت مع زوجها الذي كان يعمل في
الكويت في مجال النفط، أنجبت أبناءها الثمانية ولم تكن بحاجة للعمل إلَّا أنها
كانت تقضي وقتها في الخياطة، عندما أنهى زوجها عمله عام 1993 وعادت وأسرتها للأردن
قررت العمل في زراعة الأرض التي ورثتها عن والديها ببعض الخبرة التي تعلمتها
من أهلها، ثم اشترت الأراضي من أخوانها لتزيد استثمارها، في البداية زرعت أشجار
الزيتون ثم توجهت لتربية الأبقار فأصبح لديها الآن أربعون بقرة، ثم بدأت بتربية
النحل وزراعة الفطر وبيع شتلات الأشجار المختلفة، تقول السيدة سميرة: «الكل كان
بيحبط فيي، ما رح تنجحي، في البداية زوجي الله يرحمه كان يقولي: الست لازم تظلها
بالبيت وتظل تعيط وتندب حظها وترضى باللي أجاها، لكنه فيما بعد كان يدعمني
معنوياً» الآن أصبحت المزرعة هي مصدر الدخل الوحيد للأسرة ومن إنتاجها تمكنت سميرة
من تعليم أبنائها.
لم يكن الحصول على النجاح سهلاً فقط عمدت سميرة إلى تلقي تدريبات
مختلفة في بعض الزراعات المتخصصة وإدارة المشاريع الزراعية التي وفرتها لها وزارة
الزراعة والاتحاد العام للمزارعين بالإضافة إلى التمويل والدعم المعنوي الذي حصلت
عليه من صندوق المرأة، والذي أهلها لاحقا للحصول على المزيد من التمويل لتطوير
مشروعها من خلال الصندوق كما أنها استطاعت أن تكسب ثقة التجار والموردين من خلال
جودة منتجاتها والوفاء بالتزاماتها المالية . على صعيد آخر عززت سميرة لدى
أولادها الشعور بالمسؤولية فكانت تترك لابنتها الكبرى التي تبلغ 13 عاماً ورقة
تفصيلية بكل ما يجب القيام به وهي خارج المنزل فيتساعد أبناؤها في تنفيذ المهام،
أما زوجها فقد ذهب في محاولات مستمرة لإنشاء عمله الخاص لكن محدودية خبرته حالت
دون نجاح أي من مشاريعه، كانت دائماً تشكر له كل ما قدمه لها ولبيتهما وتقول بأنه
لم يقصر يوماً وأن دورها بدأ لتسهم في الإنفاق على أسرتها.
أما عن أمنيتها فتقول: «بدي أزرع بناتي في المزرعة» وهي تقصد ابنتيها
اللتين لم يتزوجا وتعمل إحداهن على مساعدتها في مشتل الفطر الخاص بها.
« الدستور « بالتعاون مع « مبادرة تكامل الاردن « - احتفاء بيوم المرأة
العالمي 2015