أخبار البلد -
السيدة التي اعتادت أن تقيس الحياة بالمدى.. لا تؤمن أبداً بأنه من الممكن حجزها في قارورة أو قياسها بمسطرة. وأن النور لا يمكن محوه مهما حاول الاقزام.
ولدت سناء مهيار في بيت عريق من بيوتات الاردن، فوالدها حكمت مهيار الاشهر من نار على علم، وفي بيته وتحت رعايته نمت وكبرت الفتاة التي وعت درس والدها جيداً، ونظرت الى الحياة باعتبارها حق اساسي لكل الناس.
بين كلام السياسة والاحداث التي عاصرتها في كنف والدها ذو القامة العالية، استلهمت دروسها الاولى واولها أن الاردن دائما في القلب والعين.
وحين انهت دراستها مهندسة، وسارت في ركاب العمل، كانت دائما تستند الى ارث ذلك الوالد، وتلك العائلة السلطية التي تعشق ذرى السلط وروابيها.
ولدت سناء مهيار كبيرة.. وسارت في دروب الحياة بارجل عملاق، تريد ان تحقق الكثير لبلدها اولا ولنفسها وترفع من اسم عائلتها.
وحين صارت في هئية مكافحة الفساد تعين عليها ان تبذل ما تستطيع وفوق ما تستطيع لتثبت انها ابنة لك الرجل العظيم.. فالعين كانت دائما عليها.
لا يغير من صورتها التهمة التي وجهت لها واوقفت بموجبها من قبل مدعي عام عمان، فقد صرخت بوضوح: انا بريئة. واجهشت في البكاء، معبرة عن صدمتها. ثم قالت بعد ان هدأت للصحافيين: انتم تعرفونني وتعرفون تاريخي وتعرفون مسيرتي بالكامل ، قائلة بإستغراب ماذا يحدث؟ ولماذا ؟ وتابعت قائلة :"انا مش فاهمة اشي" واضافت انا لاأريد إلا الانصاف والعدالة والحق .
وانتصر القضاء اخيرا لها.. وانصفها جلالة الملك. فقالت: سأبقى اردنية وطنية مؤمنة بقيم العدالة راسخة في قول الحق وفاعلة ونشيطة في مكافحة الفساد ، حتى لو كان الثمن حياتي .
سناء مهيار قصة اردنية رقيقة كالزهور وصلبة كالفولاذ.
يصفها مقربون منها بأنها : هادئة وبسيطة وذكية.. وكبيرة في كل شؤونها.
السيدة التي تعشق الحق باعتباره اكسجين الحياة.. تردك ان الحق إذا ضاع ضاعت الحياة نفسها. وهي بموقعها تعتب نفسها " حارسة الحق".. الذي لا يضيع.
حين تخلو الى نفسها في بيتها، تلوح منها التفاتة الى صورة والدها على الجدار.. فتود لو تندفع اليه ليضمها بين جوانحه.. مثلما كانت تفعل حين كانت فتاة صغيرة، ذات جدائل ومريول مدرسي.. لكنها لاتلبث أن تفيء الى ان الكثير مما في هذا الرجل العظيم غدا في ذاتها.. ينير ايامها.