خالد أبو الخير
تدير الاجهزة المعنية أزمة احتجاز تنظيم داعش للطيار معاذ الكساسبة بحنكة واقتدار، ومن المحتم ان نقف جميعاً صفاً واحداً ورائها، ففي الحرب والقضايا الكبرى ليس ثمة مكان للاراء المتعددة ووجهات النظر، وإنما للقرار الحاسم الذي يتخذ بأعلى درجات المسؤولية.
أجزم بان الاردنيين كل في موقعه، مسؤولون ومواطنون، يولون قضية الكساسبة أهمية قصوى، وما جرى حتى ظهر اليوم، وتر اعصابنا، بيد ان صانع القرار لا يملك ترف أن تتوتر اعصابه، وهو الذي يحمل عبء آمالنا وتطلعاتنا ويضطلع بالمسؤولية الاعلى، ولهذا السبب يتعين علينا جميعاً أن نكون عند حسن ظنه، في تقديم الدعم له واسناده لكي يتخذ القرار الذي يحتمه العقل ومصلحة الأردن.
الاصوات التي اعتادت ان تشكك، أو تزيف، أوتحبط، أو تطلق التصريحات بهدف إشاعة أجواء سلبية، آن لها ان تصمت.. وتترك لأجهزتنا الأمنية المحترفة، التي نثق بها، أن تدير الأزمة كما يجب.
في الحرب العالمية الثانية واجه قائد أمريكي مستجد لحظة الحقيقة، حين وجد نفسه في مواجهة طائرة المانية تحلق فوق الغواصة الالمانية التي سيطر عليها، فأمر جنوده بعدم اطلاق النار، لكن احدهم تهور وصاح: سأطلق النار الان، فصاح به : لا.. لا تفعل؟ لكن الجندي استمر في الصراخ : دعني اطلق النار عليها.. في لحظة توتر اعصاب هائلة!. وأصر الضابط على عدم اطلاق النار.. وحين ذهبت الطائرة انقض الضابط على الجندي باللكمات، قائلا له: هذا ليس وقت الديمقراطية يا احمق.. هذا وقت القرار؟ ولو اطلقت النار على الطائرة لابلغت عنا ولدمرتنا الطائرات والقطع البحرية الالمانية.
نعم.. في مثل هذه اللحظة التي نعيشها الان الوقت للقرار.. ولمتخذ القرار، وليس لأحد آخر.
نسأل الله السلامة للطيار معاذ الكساسبة، أعاده الله سالماً الى اهله وذويه، وحمى الله الأردن.