دور المثقف في نهضة الامة.

دور المثقف في نهضة الامة.
أخبار البلد -  


اليوم وفي اللقاء الشهري لمنتدى الوسطية طلب الي الحديث في موضوع "المثقف العربي ومنظومة القيم العريبة"....الموضوع شائك ومعقد تسبح فيه المفاهيم وتتداخل لدرجة يصعب معها ان تعري المفاهيم وتلامسها لترى اوجه العلاقة بينها. فالمثقف والثقافة والقيم مفاهيم فيها من المرونة والنسبية والتداخل ما يقتضي اعادة تعريفها والالتزام بمدلولاتها. ولا يختلف مفهوم الامة عن المفاهيم الاخرى في صعوبة تحديده مع وجود النزاعات والتحول وتضارب المصالح وتعثر مسيرة بناء الدول وتنظيمها واصلاحها في العالم العربي. الى جانب المفكر السعودي زكي والاقتصادي الدكتور فايز الحوراني جاء دوري لاتحدث الى جانب المهندس الدكتور محمد عبيدات والمؤرخ الدكتور مهند مبيضين الذين تطرقوا الى مسائل تتعلق بتعثر نهضة الامة وفشل مشاريع الاصلاح ومقارنات مسيرتها مع بعض الامم الاخرى كاوروبا واليابان. الفجوة بين النظم والشعوب والدولة العلمانية والدينية كانت موضوعات جرى نقاشها والتعليق عليها. قبل بدء اللقاء سألني احد الاخوة عن تعريف المثقف فرجوته ان يؤجل السؤال لاني اود توضيح المفهوم بطريقة تناسب الموضوع اكثر من اشتقاق تعريف يبحث في صفات افراد ويركز على سمات يمتلكونها دون النظر الى تاثيرها وفعاليتها واتجاه التاثير وحجمه ومداه. المثقفون اشخاص يعرفون ثقافة مجتمعهم وهمومه ..يفكرون بها وتتحول الى قضايا تهمهم وينشطون داخلها من منطلقات معرفتهم واحساسهم..بعض المثقفين يسعون لخدمة القيم التي تنتمي الى مربع الفضائل واخرون يوظفون ثقافتهم لخدمة مصالحهم من خلال التفرغ لانتاج فتاوي او صياغة تشريعات او الترويج لسياسات وبرامج وتشريعات وممارسات لا تخدم القيم التي تتفق مع الفطرة ولا تخدم غير مصالح السلطة... في العالم العربي تتم صناعة المثقفين وقد يحظى الاشخاص قليلوا الموهبه والابعد عن النزاهة والصدق والموضوعية باهتمام اعلامي لقاء ما يقدمونه من خدمات لتدعيم بنية السلطات وتبرير الفساد والطغيان تحت غطاء الثقافة. فالمثقفون ليسوا عشيرة او جماعة متشابهة بل هم اشخاص يملكون وعيا ومعرفة وفهما بواقع مجتمعاتهم قد لا يتحول الى رفد مسيرة المجتمع نحو النهوض بقدر ما يكوت عائقا ومعطلا للتحول والتغيير. وكما المثقفون فان القيم تتباين بتباين انماط الحياة الريفية والمدنية وشكل المجتمعات الزراعية والرعوية والصناعية وما بعد الصناعية...لذا فان قيم الصدق والعدالة والنزاهة والشجاعة والامانة التي تتبناها المجتمعات التقليدية تتعايش مع منظومة اخرى من القيم العملية البراجماتية المرتبطة بنشاطات المنافسة والسوق والتخصص والاجور في المجتمعات الصناعية وما بعدها. ولا يمكن تجاهل التباين بين قيم الكبار والصغار والقيم التي تجدها في البنى الاجتماعية ذات الطابع الجمعي واختلافها عن قيم المجتمعات التي تسودها الفردية. في مجتمعاتنا هناك خلط بين الرشوة والكمسيون.. والفهلوة والشطارة ..والغش والمثابرة ..والنجاح الاقتصادي والفساد ..والكرم والاستعراض ..والنفاق وحسن الخلق ..والوطنية والتزلف..والخوف والطاعة ..والعمل الخيري والاختلاس.. في مجتمعنا لا يوجد قيم مشتركه تنظم مجتمعاتنا فالناس يختارون من باقات من القيم ويدخلون في احاديث سفسطائية لتبرير مناوراتهم وكذبهم وخداعهم... المجتمع استهلاكي وهناك رغبة في الابقاء على هذه الحاله في حين يجري الحديث عن التغيير. منذ الاستقلال الذي حققته الشعوب العربية لم يطرأ على واقعها الكثير بل تم تحويلها الى اقطاعيات...تتحدث عن التنمية لكنها لم تحدثها بالمعنى الذي يدفع بمواطنيها الى الابداع والتاثير والاسهام في المسيرة للحضارة الانسانية . حروب وصراعات وتكديس اموال وبناء جيوش وضرائب وانفاق لا متناهي على جوانب لا تاثير لها على نوعية الحياة....والمثقف العربي اما غائب او مغيب.... المشاريع الفكرية للنهوض العربي اجهضت لطغيان الخطابة على العمل فالمجتمع تقدم في خطب حكامه وكتابات المثقفين وتقارير الاعلاميين الذين انحازوا الى مصالحهم على حساب قيم الحق والعدل والنزاهة والحرية. المجتمع العربي يحتاج الى منظومة قيم يؤمن بها القادة والشعوب ويعمل الجميع على تعريفها وتبنيها وتكريسها في الخطاب والسلوك والى مثقفين يتمتعون بالمصداقية والتاثير وتشريعات تحترم وتنفذ على الجميع.. جميع الثورات العربية كانت ثورات في الخطابة والشعارات وجانبت التاثير الذي يمكن ان يلامس حياة الافراد وهوية ومكانة الامة ومستقبلها....الاستغراق في التفسير والتاويل والتبرير جهد لا يجدي كثيرا اذا كانت القيم لا تحترم حق الناس في التقدم والسعادة والرفاه...معظم القيم التي يجري الحفاظ عليها في حديث من هم في مواقع النفوذ يتم تجاوزها في سلوكهم مما يعمق حالة التناقض والفصام الذي تعايشه الامة. اللقاء اليوم مثيرا ومفيدا في طرح الكثير من الاسئلة التي يحتاج الاجابة عليها الى مزيدا من البحث والنقاش والتحليل...شكرا لمنتدى الوسطية وكل المنتدين والمشاركين
شريط الأخبار الاحتلال ينسف المنازل المحيطة بمجمع الشفاء الاحتلال يوافق على جولة جديدة من محادثات الهدنة في غزة استشهاد فلسطينية وأطفالها الستة إثر قصف بمحيط مجمع الشفاء افتتاح سوق الجمعة الرمضاني في الأغوار الجنوبية شكر وتقدير و عرفان لعشائر الطروانة من عشيرة المحادين القيسي ينعى الفريق أول طارق علاء الدين مسيرات وفعاليات تعم محافظات المملكة نصرة لغزة 15 شهيدا وعشرات الجرحى جراء قصف الاحتلال نادي الشجاعية بغزة تلاسن مع وزراء يدفع نتنياهو لإنهاء اجتماع حكومة الحرب ارتفاع إجمالي الدين العام بالأردن إلى 41.18 مليار دينار مندوب فلسطين:مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد التنمية .. ضبط متسوّل بحوزته 6288 دينارا 125 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة في الأقصى رغم عراقيل الاحتلال القسام توقع جنودا إسرائيليين بين قتيل وجريح الصفدي يجدد دعوته لوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل وإجبارها على وقف الكارثة لماذا تغير التوقيت على الهواتف الذكية بالأردن؟ إعلام سوري: 30 شهيدا في قصف إسرائيلي استهدف ريف حلب تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور) بكرة هموت".. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة "رحاب" السعودية.. ظهور معتمر "عملاق" في الحرم المكي يشعل تفاعلا