اخبار البلد ـ بدد إعلان ترمب تسليم السلطة لخلفه جو بايدن الأوهام المتعلقة بإمكانية توجيه ضربة خاطفة لطهران. أوهامٌ تشكلت على وقع استقالة وزير الدفاع إسبر، وزيارة وزير الخارجية بومبيو للمنطقة، لكنَّ الأهم تجلى بإرسال القاذفة الاستراتيجية "بي 52" الى الشرق الاوسط"، ويقصد بذلك الخليج العربي؛ فالإقالات والتعيينات والاستعراضات هواية ترمب وشغفه الذي رفض التخلي عنه حتى آخر لحظة ورمق له في الرئاسة.
إميلي ميرفي مديرة الخدمات العامة في البيت الابيض أسدلت الستار على هذا الاستعراض صباح اليوم الثلاثاء 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي؛ إذ أبلغت جو بايدن بَدء إجراءات تسليم السلطة، في حين غرد ترمب بأنه أعطى التعليمات لميرفي للبدء في بروتوكول انتقال السلطة، وأنه دعا طاقم إدارته إلى التعاون مع فريق بايدن في إجراءات انتقال السلطة.
ترمب اعترف بالهزيمة، ولكنه ترك لبايدن إرثًا ثقيلًا عليه التعامل معه. إرثٌ لا يتصل فقط بالفوضى السياسية والإستراتيجية التي خلفها وراءه في السياسة الخارجية والداخلية، بل فوضى من نوع آخر داخل أروقة المؤسسات السيادية التي على رأسها وزارة الخارجية الامريكية التي تعاني الفشل الوظيفي بعد خضوعها لعملية إخصاء سياسي، وتعطيل لأجهزتها وأدواتها وعلى رأسها المساعدات الخارجية، وممثلياتها الدبلوماسية في العالم وفي الامم المتحدة، غير أن الأسوأ كان بإخضاعها لـ"سلطة الرجل الواحد" مايك بومبيو الذي حَيَّد الخبراء والمختصين المخضرمين، لتتحول الوزارة الى استعراض الرجل الأوحد One man show.
استعراضٌ استنزف فيه مايك بومبيو كامل موارد وزارة الخارجية خلال الاسابيع القليلة الماضية، وبلغ ذروته الاسبوع الحالي بزيارة مستوطنات الاحتلال في الضفة الغربية والجولان، وفَجَّره بلغط كبير حول عقد اجتماع ثلاثي يضم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وبومبيو ونتنياهو في مدينة نيوم شمال السعودية. على أن يفتح ستار استعراضه الخاص لنيل مقعد في الشيوخ لعام 2022 ؛ امر سارع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى نفيه، فيما أصرت وسائل إعلام الكيان الإسرائيلي على تأكيد صحته.
اختتم بومبيو وترمب استعراضهما في امريكا والمنطقة العربية، وبِتنا على موعد مع فصل جديد تكتب فصوله في عهد الادارة الجديدة على يد طاقم جديد، جُل اهتمامه منصب على ترميم الوزارات السيادية، وتنشيط الإستراتيجيات المُعطَّلة في "الباسفيك"، وفي غرب آسيا والعالم العربي. فاستعراض بومبيو- ترمب الاخير لن يوقف قاطرة بايدن التي تضم في صفوفها عددًا كبيرًا من التقدميين الذين ستُوجَّه جهودهم نحو التخلص من إرث ترمب وبومبيو .