الطفيلة كغيرها من محافظات المملكة تعيش حالة من الحيرة والارتباك الممزوج بالخوف حيناً والضبابية في احيان كثيرة .. فمع موعد اقتراب الاستحقاق الدستوري والعرس الديموقراطي المتثمل بالانتخابات النيابية نجد ان اجواء المزاج النفسي المكتئب والحائر المفتوح على المجهول جراء المتغيرات السياسية والمناخية وحتى الصحية تهيمن بكثرة وبثقل حزين على الاجواء التي ما تزال باردة بالرغم من الطقس الساخن جداً .
اسماء المرشحين في البورصة المتداولة في سوق الطفيلة الانتخابي يموج مد وجزر بين اسماء ذات ثقل انتخابي او وزن برلماني وسياسي حيث لا تزال بعض الشخصيات البرلمانية تقدم نفسها من جديد وبطريقة اكثر حداثة للجمهور الطفيلي من اجل ضمان اعادة تدوير المقعد من جديد ولكن هذه السياسة لم تعد رائجة او مقبولة فالبضاعة كاسدة وراكدة ولا تقبل اي رواج او قبول عند الجمهور المتعطش للناخبين الذين يسعون لاحداث تغيير في شكل وصورة نواب المحافظة للدورة القادمة فلم تعد الاسماء القديمة بالرغم من اهميتها وقوتها ذات اهمية في ظل منافسة شديدة بين التيار الكلاسيكي المحافظ التقليدي وبين التيار الشبابي القادم بقوة نحو التغيير والذي يمثل اجماعاً كبيراً لدى المزاج العام للناخب في الطفيلة والذي يبدو انه غير متشجع كثيراً للعملية الانتخابية برمتها في ظل الظروف التي رسمت بسوداوية صورة المشهد الكئيب فمعظم الاسماء ذات الوزن الثقيل وتحديداً النواب السابقين يواجهون عجزاً حقيقياً في تشكيل كتل قوية ومنافسة وذات حضور مما يربك المشهد من جديد ويعيد توجيه البوصلة نحو تدفق اصوات ومرشحين يحضون بقاعدةة جماهيرية وعشائرية وشعبية قد تكون حاسمة في احداث التغيير الذي ستعيشه المحافظة التي تمثل باعتبارها دائرة انتخابية واحدة في ظل تنافس الجميع على مقاعد المحافظة وعددها خمسة مقاعد ، فالاسماء المطروحة بقوة ولها حضور لا تكاد تعد على اصابع اليد الواحدة واقواهم غازي الهواملة وانصاف الخوالدة وزيد السوالقة وهذا الاخير من التيار الشابي الذي يبلغ قاعدة ذات وزن اجتماعي وعشائري وشبابي قد يكون صاحب فرصة كبيرة بخلخلة اركان التوازن الذي بقي مهيمن لفترة طويلة على عقلية الناخب الذي كان دائماً يخدع من قبل اصحاب المال وسطوته ممن كانوا يروجون بان الغلبة والحسم للمال وليس لقوة الرجال فخدعوا المحافظة كثيراً التي اكتشفت انها تعرضت لخداع مزمن وتضليل تبدد مع نظرة ورؤية المدينة نحو احداث تغيير يقلب الموازين ويعيد الاعتبار لهذه المحافظة التي كانت تمثل بعكس ارادة الناخب وللحديث بقية في قراءة اولية هادئة حال تشكيل الكتل التي تجري هذه الايام على قدم وساق .