ما زال الغموض يكتنف تمسك الحكومة بقرار الحظر الشامل يوم الجمعة في العاصمة عمان ومحافظة الزرقاء، وعدم تخفيض ساعات الحظر الليلي الذي يبدأ عند الساعة 10 مساء للمنشات التجارية و11 للمواطنين.
ورغم عدم توصية لجنة الاوبئة الاسبوع الماضي، بفرض حظر شامل يوم الجمعة الماضي، وتأكيدات مصادر من اللجنة لـ"اخبار البلد" بذلك، فاجئت الحكومة المواطنين باتخاذ قرار الحظر، الذي لا يحقق اهداف صحية فعلية، حسب مختصين وخبراء بالشأن الوبائي، فيما يتسبب بخسائر اقتصادية قدرت بـ50 مليون دينار.
وعلى ضوء ذلك، رصدت "اخبار البلد"، آراء ومواقف متعددة، اتفقت على ان الحظر الشامل وتخفيض ساعات التجوال يشكل ضرر اقتصادي ونفسي من جهة، ومن جهة اخرى يسبب اكتظاظ المواطنين في ساعات المساء، خاصة وان ساعات خروجهم من منازلهم، انحصرت بعد الساعة 7 مساء، بعد الارتفاع الغير مسبوق بدرجات الحرارة، مما يزيد من فرص الاختلاط.
وقد طالبت حماية المستهلك من الحكومة تمديد ساعات التجوال، مؤكدة على ان الحظر الشامل اثر بشكل سلبي من الناحيتين النفسية والاقتصادية على المواطنين واصحاب المنشات التجارية، خاصة مع الالتزام الكبير بتعليمات السلامة والوقاية حسب ما جاء في دراسة ميدانية قامت بها.
في حين، كشف بيان لـ18 قطاع اقتصادي، عن الضرار الكبير والخسائر المادية الفادحة، لتلك القطاعات، مؤكدا بان لا ضرورة ولا منطق بقرار الحظر الشامل، خاصة مع عودة الحياة التدريسية وفتح المطار، مطالبيا الحكومة ايضا ببداية الحظر للقطاع التجاري الساعة الحادية عشر.
ويرى الكاتب والصحفي موفق ملكاوي بان قرار الحظر الشامل، يوم آخر من العبث والتلاعب بحياة المواطنين، اكثر مما هي اجراءات للمحافظة على سلامتهم، مستغربا اتخاذ القرار بتوصية من وزير، وتجاهل عدم توصية لجنة الاوبئة المختصة بذلك لمعرفتها وخبرتها الدقيقة.
وتساءل الكاتب والصحفي عوني الداود في مقال له، عن جدوى الحظر الشامل يوم الجمعة، وعن النتائج من ذلك الحظر صحيا، مؤكدا على ان تصريحات القطاعين العام والخاص تؤكد على عدم "جدوه" صحيا، خاصة مع الاكتظاظ الذي تشهده المولات والاسواق والمحلات التجارية حتى آخر دقيقة من مساء يوم الخميس قبل بداية الحظر.
ويتفق معهم الصحفي والكاتب رمضان الرواشدة، والذي خصص جزء في مقاله عن ضرر الجانب النفسي، خاصة وان الجمعة يعتبر المتنفس الوحيد للاسرة الاردنية بعد عودة المدارس، وهو ما يزيد من الضرر الاقتصادي عند تطبيق القرار في الوقت الحالي، ويؤثر على قطاعات السياحة والمطاعم والمقاهي.